08-01-2014 11:50 AM
بقلم : سميح علوان الطويفح
كانت ولا زالت هي حبيبتنا ومعشوقتنا الجميلة ، التي نُخلص لها كل الحب والوفاء ، ونوفِ لها بالصدق كل الإخلاص والولاء ، فهي التي تتلهف لها قلوبنا منذ الأزل ، وهي التي من أجلها نحيا ويكبر الأمل ، والتي بها يزول الهم وينجلي الضجر ، إذا ينتابنا كل إحساس جميل عند سماع إسمها أو بمجرد النظر لتضاريس جسمها الخلاب ، ويحتوينا الدفء بين أحضانها عندما تهاجمنا الذئاب ، وينعشنا نسيمها عندما يلامس أجسامنا فنتنفس الصعداء ، ويروق لنا الموت من أجلها متحدين كل الصعاب ، فلا طعم للحياة بعيداً عنها إذ لا تدوم لنا سعادة بأي لحظة غياب .
فصورة حبيبتنا الأبدية دائماً أمام ناظرينا ، ورائحة رحيق عطر معشوقتنا السوسنية لا تغيب عن أنفاسنا ، فما أن نغيب أو نبتعد لحظة عنها تبقى روحنا معها وبها ، وعندما نلقاها نُحس بطعم الحياة ، فهي بقلوبنا ووجداننا أينما جئنا أو ذهبنا ، فهي لا تغيب عن مرآنا لأنها أنفاس روحنا وحياتنا ، وهي أملنا وغدنا المشرق بودها وعطاءها المتفاني ، وهي سر حبنا وإشتياقنا ، فإليها نُنشدُ ونُغني ، وإليها نُزغرد ونُهلّي ، فهي المملوءة بقلوبنا حباً ومودةً وصفاءٍ ونقاء ، فمدى حبنا لها كان ما كان وإلى ما شاء الله كان ، ودرجة عشقنا لها كان ولا زال ولن يزال وسيستمر إلى الأبد ما دام القلب ينبض وما دام الدم يجري في الشريان وما دامت الروح فينا تتنفس بعون الله ، وسنبقى نتغنى بها وبجمالها في كل وقت ومكان وزمان ، غير آبهين أو خائفين أو مستحيين أو جبناء ، فنحن أحبائها وعشاقها الأوفياء فهي تستحق كل هذا الغزل والغرام فهي بالنسبة لنا أجمل وأحلى العشاق والخلان .
لذلك يا حبيبتنا ، فالموت أهون علينا بأن نعيش بعيدين عنك يا معشوقتنا العزيزة ، وقد حرمنا على أنفسنا بأن نشتم رحقيق عطر غير رحيق عطرك يا ملكتنا المبجلة ، أو أن نُحب أو نعشق من كان ينافس جمال وجهك الجميل المتلألئ بالنور والحياء ، وعهداً علينا بأن لا نضع يدنا بيد من حاول أن يلمس شعرة من رمشك المسبل ، أو حتى لو سالت دمعة حزن من جفنك المتلألئ ، فلن نقف مكتوفي الأيدي لنرى ذلك المنافس الأحمق ، ولن ننتظر حتى تسقط تلك الدمعة الحزينة ، وسنثور كالنار الملتهبة صارخين بأعلى أصواتنا وبكل قوتنا ، لندافع عنك يا أيتها الغالية ، وسنقف كالسد المنيع لا بل كالعاصفة المزمجرة في وجه كل من يحاول إيذائك أو حتى التفكير بالإعتداء عليك ، جامعين كل قوة وقدرة وهمة وعتاد وهبنا إياهما خالقنا للمحافظة عليك بكل لحظة ، وستبقى أعيُننا مفتحة ليل نهار ولن تُغمض أو تستكين ، كي تبقين معززة مكرمة ورأسك مرفوعاً يا أغلى الغوالي ، حتى وإن تناثرت أشلائنا أجزاءً ، وسالت دمائُنا سيولاً وأنهاراً ، ولن يهدئ لنا بال إلا بسلامتك وعفافك ، إذ لا حياة لنا بدونك ، ولا سعادة لنا قبل سعادتك وكبريائك ، فنحن أحياء من أجلك ، فكل واحد فينا من أحبابك يقول : فما دمتِ أنت دمتُ أنا ، فأنا أنتِ وأنتِ أنا يا "أردنُّ النشامي يا حبيبتي ومعشوقتي الأزلية .." فأنا أعشق ترابك الطاهر يا أردن يا وطني الجميل ووطن النشامى الأمجاد ، فأنا إبنك العاشق لترابك الطهور ، وأنا إبنك المخلص لك على طول ، وأنا أنا سيفك المسلول يا حبيبتي ومعشوقتي الأردن الهاشمية أرفعه على الأعادي ولن أُعيده إلى غمده حتى تكونين بأمان ، وعداً مني بأن أكون لك درعاً صلباً وسداً منيعاً ومن أوائل من يلبون النداء ويحملون السلاح ويدقون الطبول وينزلون للقتال ، فأنا إبنك البار الذي لا يهاب الوغى ، ولا يخاف الظلام ، وأنا إبنك البار الذي لا يستحي من اللئيم ولا يضع واطياً للجبان ، أنا إبنك البار الذي يخافه الشيطان ، والذي لا يضع رأسه بين رجليه مثل النعام ، وأنا إبنك البار المتيقظ دوماً عندما يكون الآخرين نيام ، فسلام عليك حبيبتي ومعشوقتي ، سلامٌ وأمانٌ وإستقرار رغم أنف كل حاسدٍ وخوانٍ وغدار ، وتذكري دوماً بأنني أنا هو إبنك البار الذي عشق ترابك الطاهر ، ولبى نداءك المقدس مثل النار ، ورفع رايتك عالياً ترفرف خفاقة فوق سهولك الخضراء وجبالك الشماء ، ونادى بأعلى صوته يعيش وطني الأردن وطن النشامى الأبرار ...