11-01-2014 09:49 AM
بقلم : د. الشريف محمد خليل الشريف
عام جديد هل علينا من العقد الثاني في القرن الحادي والعشرين ببوادر محملة بما لايحمد عقباه على أمتنا العربيه التي تعيش منذ بداية هذا العقد في مناخ من عدم الأستقرار والذي أطلق عليه السياسيون بالربيع العربي تجنياً على الربيع وما يحمله من خيرات وجمال ، فليس من المعقول ان نسمي الدمار والخراب بما يلازمهما من قتال وسفك للدماء بالربيع ، ان الربيع بكل معانيه يتبرأ مما يحدث على الأرض العربيه .
كانت البداية في بلاد الرافدين التي تحولت رمالها بفضل الفتنة الطائفية والعماله لأعداء الأمة الى رمضاء ملتهبه ومازالت حتى يومنا هذا لتحصد الأرواح البريئة من الشعب العراقي بعد ان سرقت منه ماضيه وحضارته وخيراته لنقول رحمك الله ياصدام حسين ياشهيد الأمتين العربية والأسلاميه ، وليبيا النضال والمختار بعد ان كانت تفاخر العالم بدينارها واقتصادها وعدم مديونيتها اصبحت ترزح تحت رحمة الديون التي حولتها الى نيران مازال جمرها يكوي كل من اقترب منها من حكومة ومسلحين ، وهذا ثمن طموح القذافي الذي حاول سرقة الأضواء من الزعماء العرب ولم يعرف ان هذا أمر قاتل بالنسبة لهم ، وترحمنا على السودان بعد شيعته الأمة العربية بعد وفاته أثناء عملية قيصرية تمت تحت القصف والدمار ليعقب لنا سودانين عربي وصهيوني ، أما ماعرفناه باليمن السعيد فهاهي جباله تتفجر تشتكي الى خالقها المقاتلين والنظام معاً وقد زاد من شدة شكواها دخول القاعدة وامريكا والسعوديه على قممها ، وسوريا لايستطيع أياً كان ان يصف الرياح التي تعصف بها وما يدور على أرضها من قصف ودمار وشلالات من الدماء يشارك فيها من يعرف الله ومن يفتي بأسم الله زوراً وكفراً للتتحول الى حقل تجارب في ارتكاب المجازر والمعاصي لكل من اراد اشباع شهوته في القتل والذبح ومن كل اتجاهات الأرض الأربعه ، أما تونس الخضراء فبعد الرياح الخماسينية التي هبت عليها تهب عليها الآن الرياح المحملة بالرطوبه لتبدأ ازهارها بالتفتح ، أما جارتها الجزائر فكانت الرياح التي اجتازتها رياح موسمية حملت معها بعض الغبار التي حركت فيها كثبانها الرملية إلا انها مالبثت وهدأت ، ونظرة على دول الخليج العربي لنجد انها تعيش موسمها الطبيعي بفضل ما يغدق أمراؤها من أموال وخيرات على مواطنيها وتوفير سبل الراحة لهم بأستثناء البحرين التي عصفت بها رياح محملة بغبار الفتنة الطائفيه تتقلب بين فترة وأخرى بفضل عوامل التدخل الخارجيه ، وقطر التي حاول أميرها السابق حمد آل ثاني ان يلبس عباءة اكبر من عباءته وأوهم نفسه بزعامة الأمة وحاول ان يناطح الشقيقة الكبرى السعوديه في عدة مناطق ملتهبه إلا ان هذا الطموح قد نلاشى بعد ان تسلم الأمير الجديد زمام الحكم والأماره ، أما السعودية فهي أحس حالاً رغم هبوب الرياح المحملة بالأتربة عليها إلا انها سرعان ماتهدأ ويتم كبح جماحها والسيطرة عليها .
ان المتتبع لسير الرياح العاصفة بحرارتها وسخونتها لايستطيع ان يتنبأ أن سيكون مستقرها فهي تتحول الى عواصف عاتية كالأعصار سرعان ماتغير اتجاهها حسب المخطط المجهول الذي لايعرفه إلا من خطط له ، أما نحن فلا نعرف إلا انها ستمر على جميع البلاد العربيه ففي بداية هذا العقد تجاوزت لبنان وهبت على أرض مصر الكنانه لتيدأ بثورة ثم ثوره أو ثورة أعقبها انقلاب عسكري ان صحت التسميه لتبدأ بعدها عمليات اشعال النيران للفتنة والطائفيه وانقسام الشعب في مصر لأول مره قي التاريخ الحديث الى مؤيد أو معارض لهذا الحشد أو ذاك لترتفع درجات الحرارة مع بداية التفجيرات وعمليات الأرهاب والعنف والبطش لاهذف لها إلا تدمير أرض النيل وحضارتها وكل مقدراتها وإشعال نيران الفتنة بين أبنائها وطوائفها وأحزابها وزرع الكراهية والحقد بين شعب مصر وبين أبناء أمتها العربيه حسب مواقفها عما يدور على ارضها ومن أطراف الخلاف والنزاع وخاصة الشعب الفلسطيني في قطاع غزه من أجل تشديد الحصار عليه في سجنه خدمة للمصالح الصهيونيه ، إلا اننا نتمنى على شعب الكنانة أن يكون حذراً من إشعال هذه النيران التي لن ترحم أحداً على أرضه وأن يكون قوياً ويداً واحده للتصدي لكل أعمال العنف والأرهاب حتى لايحدث مالا تحمد عقباه ، ثم عادت الرياح العاتيه الى لبنان لتعصف به وتوقد فيه نيران الفتنة والطائفيه بالتفجيرات التي تحصد الأبرياء من المواطنين دون تمييز ولا تعرف في الضحية إلا انه لبناني وهذا أخطر ما يكون وخاصة على أرض لبنان الذي صمد طويلاً في وجه مثل هذه المخططات العدوانية والأرهابيه .
في الخارطة العربية أيضاً الأردن والمغرب مملكتان عربيتان تحكمان من ملكين هاشميين وربما يكون هذا السبب هو ماحول رياح الخريف المدمر عن بلديهما ، فالملك محمد السادس ملك المغرب ومع بداية هبوب الرياح استطاع ان يمسك بزمام الأمور في المغرب الشقيق وان يستجيب لمطالب المعارضه وان يعدل بعض مواد الدستور ليصل بالمملكة المغربية الى بر الأمان مع هبوب بعض النسمات من الجنوب التي يكون تأثيرها خفيفاً وليس ذو فاعليه ، أما في الأردن فقد هبت عليه الكثير من النسمات تحولت في معظمها الى رياح إلا انها وان اشتدت أحياناً لم تكن ذو أي فاعليه فقد استطاع الملك عبد الله الثاني بن الحسين وبحنكة الهاشميين الحكيمه ان يجعل هذه الرياح كرياح ربيعيه مزهره تثمر أحياناً وأحياناً اخرى يقوم الحرس القديم في الحكومة الأردنيه بأسقاط ثمار هذه الأزهار ، وربما كان الملك عبد الله الثاني قد استشعر بما يريده الشعب الأردني فكان أول من طالب بالأصلاح ومحاربة الفساد في بلاده وتشجيع الأحزاب السياسية للوصول الى حكومة منتخبه ديمقراطياً وهنا لابد من التأكيد على انه مهما حولت الرياح اتجاهاتها فإن معظم الشعب الأردني يجمع على التمسك بالقيادة الهاشميه لهذا أصبح الأردن الأطثر أمناً وأماناً في البلاد العربيه .
وتبقى على الخارطه فلسطين وهي بقعة من الأرض العربية احتلتها العصابات الصهيونيه واقامت عليها كيانها ، اسقطتها الأمة العربية من حساباتها اللهم سوى العبارات الخطابية الحماسيه وكذلك بيانات الشجب والأستنكار والتي سقطت أيضاً في حالة عدم الأستقرار المناخي على الأرض العربية لتبدأ بعض الأنظمة العربية بتسويق التنازلات عن هذه الأرض وشعبها بالتعاون مع من نصبوا انفسهم أوصياء على هذه القضيه ليبقى الشعب الفلشطيني مكملاً درب كفاحه البطولي الطويل وتبقى فلسطين هي الخاسر الأكبر في مناخ عدم الأستقرار العربي ولكن ستبقى فلسطين عربيه وان تخلت عنها أمتها .
Email:shareefshareef433@yahoo.com