11-01-2014 10:29 AM
بقلم : غالب سالم عياصره
اعتاد الناس ان يسمعوا كلمات حكومية ونيابية وفي الاحتفالات الرسمية والشعبية تتضمن مصطلح العيش الكريم للمواطن ولكن أي مواطن ؟ هل هو المواطن البائس الفقير أم متوسط الدخل أم اصحاب المعالي والنفوذ ؟ وغم عدم معرفة من هو المواطن إلا ان لناس تصفق و ترى ان الفرج ربما يكون قريبا قاب قوسين او ادنى .ثم ينقشع الضباب وتشرق الشمس وتظهر سحب الصيف التي لم يذكر الناس يوما انها امطرت سوى التراب
وهكذا هي حكومتنا اليوم غيومها مليئة بالأتربة والغبار و حقائقها ليست حقيقة ، تخفى تحت كذب بياناتها وكلماتها وتقاريرها وموازناتها المالية اسرار كثيرة ، تهضم من خلالها حقوق الناس وتظلمهم ، فلم يعد شعار العيش الكريم للمواطن سوى نُذر فقر وقهر واستبداد ، وطرائق مبتدعة لنهب حليب الامهات من فم الاطفال .
وقد تعلمنا وفهمنا مفهوم العيش الكريم في الحياة يعني ان دخل الفرد السنوي يتعادل او يفوق مستوى متطلباته الضرورية اليوميه وان يلبي حاجاته الاساسية خلال ايام السنة ، ويتخطى التضخم المالي والعجز ، فينمو دخل المواطن جنبا الى جنب مع معدل التضخم المالي ، فلا يبغي احدهما على الاخر ، وبذلك يتحقق مفهوم العيش الكريم للمواطن ، وتضيق جيوب الفقر والحرمان ، ويقترب الناس الى نقطة التوازن والمساواة في العيش ، فلا غلو ولا تغول من صاحب السلطة والمال على البائس ،عندئذ تتوحد فئات المجتمع ضمن نسق عام تنافسي شريف مصدره الجهد والعمل الذي يصنع التمايز بينهم
اما حالنا التي نعيشها اليوم ، فهي بعيدة كل البعد عن مفهوم العيش الكريم ، اذ حدد المواطن الذي يشمله معنى العيش الكريم المعكوس حيث قلب المفهوم الى قلة دخل المواطن السنوي ، فأصبح راتبه الشهري لا يساوي عُشر نسبة التضخم وزاد الدخل الحكومي العام الذي نسف و نهب وسلب كل مقومات الحياة الكريمة المواطن الاردني حتى صار يقتات اول عَشْر ايام من راتبه ويمضي باقي ايام الشهر يسترق ويستعطف رحمة الدائنين او يختبئ في زوايا بيته ليعيش مع اسرته على الخبز الذي تسعى حكومتنا الى تعديل سعره وسحبة من فكه المواطن . فأي عيش كريم تسعى لتحقيقه يا دولة الرئيس للمواطن ؟
ان من يسعى الى خدمة وطنه ويهتم بالإنسان كي يعيش كريما ، عليه اولا ان يُذوب الفساد ويقتلع جذوره حيث وجد ، ويحاسب كل يد فاسد امتدت لتزرع الفساد ، وعليه ان يرفع دخل المواطن حتى يتساوى مع مستوى التضخم المالي ، وان يكون الدينار دينارا قيمة لا كلمة مكتوبة ن وان يسهم في نماء وتقدم الوطن والمواطن في مختلف المجالات الحياتيه ، ويوفر العلم والعمل للمواطن .
فهل تحقق شيئا مما قلنا خلال السنة الماضية ، أم ان المال شح ، والماء جف ـ والكهرباء تلاشت ، والتراب اصبح رملا ، وزاد لدينا اصحاب المعالي والسعادة توارثا وميلادا . فماذا تنتظر يا دولة الرئيس من مواطن صار تراب ارضه رملا وحصى وتحولت حاله الى شبح بين جلد وعظم ؟!!!