حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27232

لماذا لا يكون هناك عنف جامعي !

لماذا لا يكون هناك عنف جامعي !

لماذا لا يكون هناك عنف جامعي !

11-01-2014 10:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عمر ضمرة
لايبنغي النظر الى العنف الجامعي ، بمعزل عن العنف المجتمعي المستشري في كافة مؤسسات المجتمع وبكافة فئاته ، وفي مختلف المراحل العمرية من عمر المواطن .
استغرب كثيرا الحديث عن العنف الجامعي ، وكأنه منفصل تماما عما يجري بثه في نفسية المواطن ،منذ ان يرى العالم ، وعبر العديد من الوسائل والمؤثرات ، الاعلامية والمجتمعية ، وما يتم ترسيخه في ذهنيته باعتماده على العنف وعلى يده في تحصيل حقوقه ، وان لا يكون " مضحكة الناس " .
فمنذ ان يتفتح وعي الطفل الأردني تبدأ المؤثرات ، حيث تكون البداية من المقريبين ، الأب والأم والخال والعم ...أن يعتمد على ذراعه في تحصيل حقوقه ، وأن لا يكون "حيطه واطي " أمام الناس ، وبذلك يجب عليه دائما أن يظهر "العين الحمرا " لكي يرهب الآخرين ،وان يبادرهم بالهجوم والوقاحة حتى لا يتجرأ أحدهم بالتطاول عليه في المستقبل !!! فبالله عليكم ، أي نفسية سينشأ عليها هذا الطفل ، لاسيما مع استماعه المتكرر لقصص " انتصارات الأبطال الأقارب " في معاركهم الدونكيشوتية ، على نظرائهم في المجتمع ، وكيفية تحصيل حقوقهم باليد ، لأن اللجوء الى القانون علامة ضعف بحسبهم...!
لا ينبغي بالمقابل ان نغفل ما لعبه غياب القانون و ضعف ثقة المواطن في تحصيل حقوقه من خلال مؤسسة القانون ، في افراز تلك المعطيات المستندة الى فكر منحرف وثقافة تنتمي الى ثقافة الغاب ، جعلت الناس يهربون من اللجوء الى القانون في مواجهة المعتدين على حقوقهم .
فحينما تصل الى مركز أمني شكوى من تكرار مجموعة من الشباب " المهووسين " بممارسة هوايتهم "التشحيط بالسيارة " وما يسمى " التخميس "،واقلاقهم لراحة الناس في تلك المنطقة وامكانية التسبب بحادث دهس قاتل لأبنائها ، ولا تجد هذه الشكوى صدى لها من قبل رجال الأمن بحجة ضرورة تسجيل شكوى شخصية ،باسم المشتكي ضد اسم من يقوم بالتشحيط ، ولا يتم التعامل معها كقضية عامة ، فان ذلك مدعاة للاستهجان والاستغراب ويؤدي الى زعزعة ثقة المواطن بالمؤسسة الأمنية .
روى لي أحد الأصدقاء قيام أحد المنحرفين تحت تأثير الخمور باغلاق طريق" نعم طريق" أمام حركة السيارات والتحرش بالمارة والاعتداء عليهم لفظيا ، وكل ذلك أمام مركز أمني معروف ، حيث لم يدفع ذلك الفعل المستهجن والخارج عن القانون ، لم يدفع رجال الأمن بالتحرك الفوري والقاء القبض على المخمور وايداعه السجن تمهيدا لمحاكمته ، بل استمر اغلاق الطريق لفترة طويلة ،تحت أعين رجال الأمن في المركز ، وانتهى بقدوم دورية شرطة ، ومخاطبة أفرادها للمخمور باسمه والطلب اليه أي يذهب الى بيته وينام !!!وكأنه كان يمارس دورا في في مسرحية ما كتبها مؤلف يتمتع برؤيا سريالية .
هناك خلل كبير في البنى الفكرية للمجتمع تسهم بدورها في تجذير ثقافة العنف ، وهذه البنى تصدرت المشهد خل السنوات الأخيرة لعدة أسباب ، من ضمنها غياب المؤسسة الأمنية عن ممارسة دورها بقوة وفاعلية ، و ما تلعبه الثقافة العشائرية بمعناها السلبي المترسخة في عقول المواطنين والمستندة الى مأثورات شعبية " أنا وأخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب "، اضافة الى دورالقضاء الأردني الذي يكرس العشائرية ويبقي الخلل ،اذ يتم التعامل مع الصلح العشائري وكأنه جزء لا يتجزأ من القانون ، بينما ينبغي محاكمة المواطن الذي يخالف القانون ويعتدي على أرواح الآخرين وممتلكاتهم وأعراضهم ... في اطار مواد القانون بغض النظر عن اصلاحه أو عدم اصلاحه مع عائلة المعتدى عليه .









طباعة
  • المشاهدات: 27232
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم