12-01-2014 12:02 AM
سرايا - سرايا - افتتح، قبل أيام، في جاليري زارا بجبل عمان، معرض «إنسان» للفنان التشكيلي السوري عمران يونس، ويضم المعرض مجموعة من اللوحات التي تعبر عن القلق الوجودي للانسان، ولا سيما في ظل مآسي الحروب الطاحنة، والنزاعات السياسية، ويأتي المعرض في مستهل برنامج جاليري زارا للعام الحالي والذي من المتوقع أن يحفل وككل عام بالعديد من المعارض والملتقيات التشكيلية بمشاركة محلية وعربية وأجنبية.
لوحات يونس بالمقاسات الكبيرة مميزة بتفاصيل حول موضوع الإنسان. اكتشافاته المستمرة في أساليب مختلفة في اللوحات التعبيرية، بلغت ذروتها بطريقة ملحوظة في رفع فنّه إلى أرقى حالاته.
برهن يونس عن تعدد مواهبه في مسيرته الفنية وأعماله ذات الطابع المحدد، وفي كل سلسلة مكرّسة لتجارب معينة في الفن. انتماؤه لمجموعة الفنانين الذين أظهروا حقّ الفن الحديث السوري، استمر يونس بإكمال إنجازات سابقيه ولكن بأسلوب مميز من خلال اللغة البصرية للفن المعاصر.
النتيجة كانت مجموعة أعمال تجمع بين انتقاد اجتماعي حادّ وحسّ ملاحظة دقيق وتحكّم واثق بالوسائط والتقنيات.
أجاد عمران في التقاط الجوانب التعبيرية والانفعالية في الشكل المرسوم والذي جاء اقرب الى وحشية الشكل وانفلاته في فضاء السطح التصويري وتكشف موضوعاته عن بحث في حياة الكائن الانساني المنكسر حيث تبدو الاشكال الانسانية كمشاهد لحزن بعيد وعميق وانعكس ذلك في طبيعة المجموعات اللونية الطاغية على مجمل السطح التصويري وغالبا ما تكون تلك الالوان قاتمة من ما اعطاها صفة العمق والحزن في آن.
ويقول الناقد اللبناني حاوم سليمان عن عمران يونس إنه الفنان الذي لامس ذات يوم التكوينات الوحشية القاسية الألوان، منتصراً لغريزة الصيد والقتل، ويتابع «هو نفسه الذي أنجز سلسلة تجارب تقارب العلاقات الإنسانية بمفهومها الجمعي، ولا تخلو من محاكمة للأخلاقيات التي تنظُمُها. وهو أيضاً الفنان نفسه الذي يقدّم في تجاربه الحديثة التقاطات تشبه إلى حد كبير الصورة الفوتوغرافية القديمة.. إنها إحدى المهام القاسية التي يلزم بها الفنان نفسه، إذ يُخضع الحياة لمراقبة ذكيّة تخوّله تقديم مشهديات واقتطاعات، يؤسِّس عليها ما يمكن تسميته الفرجة أو الحكاية البصرية. ويبني من خلالها أيضاً صورة الفنان وتداخله مع مكونات العالم، أو احتجاجه عليها، أو حتى لامبالاته بها».
ولد عمران يونس في الحسكة العام 1971، كان بارزاً في الساحة الفنية منذ أواخر التسعينات. بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة في دمشق العام 1998، تابع تحصيله العلمي حتى حصل على شهادة الدبلوم في الفنون الجميلة العام 2000، وهو عضو في إتحاد الفنانين.
مع بروزه في معارض عديدة في كل من الشرق الأوسط وأميركا، حصل على جوائز عديدة، خاصة الجائزة الأولى في المسابقة السنوية الثالثة للشباب في دمشق، وأشرق مؤخراً في غاليري جامعة فرجينيا كومون ويلث في الدوحة إلى جانب فنانين بارزين عرب مثل ضياء عزاوي، منى حاطوم ويوسف نبيل. أعماله مقتناة اليوم في العديد من الدول العربية والغربية، ومنها الأردن حيث عرض قبل هذا المعرض أعماله التجريدية والتعبيرية في ذات الجاليري العام 2005.