حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35375

الأردن تحكمه أيديولوجية متأسلمة

الأردن تحكمه أيديولوجية متأسلمة

الأردن تحكمه أيديولوجية متأسلمة

12-01-2014 10:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رندا تيسير حتامله
تُقِرُّ معظم الدول الاسلامية عطلة رسمية في الثاني عشر من شهر ربيع الأول احتفاء بالذكرى العزيزة على قلوب المسلمين، وهي المولد النبوي الشريف والذي يوافق يوم الاثنين الثالث عشر كانون الثاني من هذا العام.الا أن الأردن الدولة الاسلامية الوحيدة التي أقرت عطلتها يوم الأحد قبل حلول المناسبة بيوم على الرغم من أن الشهر الماضي صادف ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام وتقررت العطلة بنفس يوم المناسبة،الأمرالذي أثار حفيظة كثير من الناس وبعث بنفسهم تساؤلا وسخطاً من قرار رئيس الوزراء
عبد الله النسورعبروا عنه من خلال موقع التواصل الاجتماعي.
رغم أن تقديم أو تأخيرعطلة المناسبات الاسلامية بمايتبع عطلة يومي الجمعة والسبت اجراء معمول به في الأردن منذ سنوات الا أن تقارب موعد المناسبتين الميلادية والهجرية هذه المرة هو السبب الذي أثاراعتراض الناس.
هذا الاجراء كان يبعث السخرية في نفسي كل سنة، فكيف نقف على ذكرى مناسبة قبل تاريخها بأيام أو بعد مضيها؟ بأيام وخصوصا المناسبات الدينية التي تحمل بين طياتها دروسا وعبر يستذكرها المسلمون ويرسخونها تعاليم في أذهان أبناء الجيل الجديد
أي احترام لقدسية المولد النبوي الشريف والدولة ستعطل موظفي دوائرها الحكومية قبل تاريخه بيوم وستستأنف دوامها في نفس يوم المولد كيف لنا أن نستشعرذكرى مولد سيد الخلق محمد_ صلى الله عليه وسلم _ نور الهدى الذي بدّد الله تعالى بنور ميلاده ظلمات الجاهلية و أسقطت يوم ميلاده أصنام الطواغيت و أُطفئت نيران الفرس و هُز عرش كسراها وأُذلت تخوم الروم وهُزعرش قيصرها و جعل الله يومها كيد جيش أبرهة الأشرم في تضليل .
و معجزات غفيرة تجلت بيوم ميلاده -صلى الله عليه و سلم- لا قبل ايام و لا بعد ايام الأمر الذي يوجب على الدول الاسلامية ان تقف وقفة تستذكرفيها السيرة العطرة للنبي -صلى الله عليه و سلم- و تستجمع من مناقبه هو و اصحابه ما يعينهم على تجاوز التشرذم الذي باتت تعانيه الامة العربية و استغلال هذه المناسبة لتعليم جيل الاطفال الصفات المحمدية من خلال سرد قصص السيرة و معجزاتها لترسيخها بعقولهم فهذا اليوم الذي ولد به سيد الخلق رافقت ولادته ولادة أمة عربية جديدة لا تقدّس الا الله و لا تعترف بعبودية لغير الله يوم نحتفي به بعيدا عن مظاهر البدع و الظلالة و بعيدا عن كل ما حرم الاسلام .
أي منطق يدفع أصحاب القرار في الاردن أن يجعلوا عطلة هذا اليوم في غير تاريخه ليس من العدل ان نلقي باللوم على عبدالله النسور وحده فهوصوت يذيع قرارات أسياده إن هذا الموقف قام بتعرية الكثير من الأمور حول ايديولوجية الاردن بل أثار برأسي عدة تساوءلات
أليس من بيدهم زمام الأمرفي الأردن يتغنون دائما بأنهم من سلالة النبي -صلى الله عليه و سلم- ؟ أليسوا هم الأولى من كل الدول باحترام يوم مولده ؟ أليس من يرى بنفسه شرعية الإرث التاريخي لنسل النبي -صلى الله عليه و سلم- يستوجب عليه ان يتمثل بأخلاقيات الاسلام مظهرا ومضمونا هو وآل بيته في كل المحافل الدولية ؟
الا أننا في الاردن و منذ سنوات بتنا نشهد ابتعادا عن الاسلام و التقاليد الشرقية التي نُجمعُ عليها مسلمون و مسيحيون، بل بات القانون الذي يحكم أسرتنا الاسلامية قانون بسِبغة غربية يبيح الكثير من المحظورات المجتمعية، وعلى الرغم من أن الأردن ينعت نفسه بالدولة الاسلامية التي تحرص على تقديم نسب النبي وعلى النقيض تحرص على عدم الالتصاق بأي مظهرأو تشريع يجعلها تبدو بحق اسلامية بل تحرص كل الحرص على مجارة العلمانية مظهرا وقانونا.
فتقديم الاحتفال بمولد النبي و الكثير من المحظورات التي يحظر على الدولة الاسلامية إتيانها تجعلني ألقي لوما كبيرا على أصحاب العمائم المقربين من أصحاب القرارالذين يحظون بكل امتيازات الرفاهية و الذين لا نجد منهم من يصرخ بكلمة حق تقول : لا للباطل.
والله إن أحذية المصلين على عتبات المساجد أكثر طهرا من العمائم المُطَئطِئة والمُتَكَسِّبَة على أعتاب أعداء الدين و التي تثرثر يوم الجمعة على المنابر بخطب كُتِبَت بيد لاتعرف الوضوء.
إن دولة كهذه دينها هو المساعدات و المنح الأميريكية و احتفائها بالبرتوكولات الفرنسية . وغالبية شعبها ديانته اسلامية من الطبيعي أن تحكم بأيديولوجية متأسلمة ترضي غالبية الأطراف.








طباعة
  • المشاهدات: 35375
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم