12-01-2014 11:27 AM
بقلم : هبة وليد صلاح
أتذكرون في الصِّغر كيف كنَّا في الشتاء ؟ ...كان لشتاء الطفولة طعم اخر... نلعب خارجاً ونتراكض في كل المساحات فرحين ، وضحكاتنا ترتفع أصواتها لتصل الى كل بيتٍ خالٍ من الأطفال ويشتهي سماع صوت ضحكاتهم الخارجة من قلوبهم الصغيرة ... كنًّا نفتح أفواهنا عالياً لنتذوق ماء الأمطار ، ونشعر بأن مذاقها الذ من أي ماء تذوقناه من قبل ... كنَّا ندور حول أنفسنا لتأخذنا الرياح يمينا ويساراً الى أن نشعر ببرودة الجو تتسرب الى أطرافنا الصغيرة فنستمر بالركض واللعب وترديد الأناشيد المطرية ... وتنتهي فعاليات الطفولة في هذه الأجواء بعد سماع صوت الرعود التي كانت تفزعنا ورؤية البرق التي كانت تريبنا ، فنتراكض رعباً مع صرخات تلحقها ضحكات مرتفعة ،... وعند وصولنا الى بيوتنا مبللين بماء المطر نجد أمهاتنا في انتظارنا خوفاً علينا من البرد ، فيستقبلننا بعناق الأمومة الدافئ وبقبلات أشد دفئاً ، فننسى البرودة وهيبة البرق وهزيم الرعد ... نخلع ملابسنا المبتلّى ونجلس بجوار المدفئة ونطوقها لندفيء أيدينا ولنضع أقدامنا على شباكها بحيث نزيلها بسرعة عند رؤية والدنا خوفا من تحذيراته لنا كي لا يصيبنا الأذى ...
ياااااه كم هو رائع ذلك الشعور الذي يعترينا حينما نبحر في ذكريات الطفولة ... شعور يشبه المطر، نقي صافٍ لا تشوبه شائبة ، تشرئبُّ به النفوس .. فتنعكس صورته في أعيننا، فيبدو الصباح في أعيننا ماطرا وفي قلوبنا ماطرا وفي واقعنا ماطرا
أسعد الله اوقاتكم أحبائي اينما كنتم .