حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,12 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 23029

غزيون: جنازة شارون “قرّاص وزقّوم” لا شقائق نعمان

غزيون: جنازة شارون “قرّاص وزقّوم” لا شقائق نعمان

غزيون: جنازة شارون “قرّاص وزقّوم” لا شقائق نعمان

13-01-2014 06:24 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - حاملة (شقائق النعمان) ذلك الاسم الذي يطلق على وردة بريّة ناعمة، يؤذٍّن حضورها بميلاد فصل الربيع، تسير بعد ظهر الإثنين، جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، متجهة صوب مزرعته العائلية في منطقة النقب الغربي الملاصق لقطاع غزة، والتي سيدفن فيها بجوار زوجته الثانية “ليلي”.

وقد يبدو لقب (شقائق النعمان) الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على جنازة شارون، وردياً للغاية بالنسبة لإسرائيل، غير أنه لن يكون كذلك لغزة التي لا تبعد سوى عدة كيلومترات عن مراسم التشييع، واكتوت بنيران شارون سنين طويلة.

وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية قد ذكرت، مساء الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أطلق على عملية تشييع الجنازة اسمًا رمزيًا هو (شقائق النعمان).

وتكاد كل مظاهر الفرح بخبر إعلان وفاة شارون تتلاشى أمام اسم جنازته، فهذا العنوان الذي يوحي بالراحة النفسية والجمال، لا يليق بـ”سفاحٍ مجرم” كما تقول منى أبو لبن لوكالة الأناضول.

وترى أبو لبن البالغة من العمر (55 عاما) وهي أم لشاب قتله الجيش الإسرائيلي، عام 2004 تاركاً ثلاثة من أطفاله الصغار، تكفلت بتربيتهم، أن “شارون يستحق جنازة تحمل اسم “القُرّاص” (نبتة عشبية تحدث تهيجاً للجلد عند ملامستها وحكة مؤلمة).

وتابعت بصوتٍ حزين يستذكر الماضي، “قبل سنوات مات ابني شاباً، أصابته شظايا صاروخ كان قد استهدف إحدى القيادات العسكرية في غزة.. قتله شارون، واليوم يطلقون اسم أجمل زهرة برية على جنازته”.

وكان غزيون قد وزعوا الحلوى في الشوارع، غير آسفين على رحيل شارون الذي ارتبط اسمه بقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وزعيم حركة حماس أحمد ياسين، وتنفيذه مجازر في قبيه (1953 بالضفة الغربية)، وصبرا وشاتيلا (1982 بلبنان)، ومخيم جنين (2002 شمالي الضفة الغربية).

وفي غزة وبعد أسابيع قليلة تبدأ نبتة “شقائق النعمان” في الظهور، ويعلن لونها الأحمر عن قرب قدوم الربيع.

وترتسم الأماكن المرتفعة في القطاع بهذه اللوحة الجميلة، التي يرى الطالب الجامعي أحمد مهنا، بأن “اسم جنازة شارون لوثها، وكدرّ براءتها”.

وأضاف مهنا والذي يدرس في كلية الهندسة في إحدى جامعات القطاع، في حديثٍ لـالأناضول :” شقائق الدم هو أنسب لقب يستحقه هذا المجرم، الذي اغتال العشرات من قيادات الشعب الفلسطيني، وغرس الحزن واليتم في أغلب بيوت غزة”.

وخلال تولي “شارون” رئاسة الوزراء ما بين عامي 2001 و2006 سقط المئات من القتلى والجرحى، في اعتداءات ارتكبها في قطاع غزة.

وإن كان الجيش الإسرائيلي قد أطلق لقب “شقائق النعمان” على جنازة شارون فإن الكهل محمد حجازي البالغ من العمر (62 عاماً)، وهو والد لجريحٍ فقد أقدامه جراء قنبلة أطلقها الجيش الإسرائيلي، في عام 2003 يطالب الشعب الفلسطيني بأن يطلق اسم “الزقّوم” عليها.

و”الزّقوم”، شجرة ورد ذكرها في القرآن الكريم، ويؤمن المسلمون أنها تنمو في “جهنم”، وذات ثمر قبيح الشكل، ومر المذاق، جعله الله عقابا للكفار والعصاة.

وقال حجازي بنبراتٍ منكسرة وهو يتحدث لـ(الأناضول) “عن أي شقائق وأي نعمان يتحدثون؟ لا يجب أن يتم خداع العالم بهذا اللقب الناعم الجميل، ابني انضم إلى قائمة العاجزين عن الحياة بفضل هذا المجرم، وما ارتكبه من جرائم في غزة”.

“ولن يكون من السهل أن تتقبل غزة التي لا تبعد سوى كيلومترات معدودة عن مكان مزرعة شارون هذا الاسم الشفاف والرائق”، كما يؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر.

ويقول أبو عامر، الكاتب في صحف فلسطينية، وعربية، وعميد كلية الآداب في جامعة “الأمة” بغزة إن “الجيش الإسرائيلي لم يسبق أن أطلق على أي جنازة لقائد إسرائيلي هذا الاسم غير أنه فعل ذلك مع شارون لإيمانهم بأنه يملك ما لا يملكه أي رجل عسكري في إسرائيل.

وتابع أبو عامر:” وفق القوانين في إسرائيل فإن الشخصيات العسكرية والقيادية لا يتم دفنها في مزارع عائلية لكن مع شارون حدث الاستثناء في الدفن واللقب”.

ومن الطبيعي أن يشعر الفلسطينيون، وخاصة أهالي غزة الذين اكتووا بنيران ما ارتكبه شارون من جرائم بالسخط، كما يؤكد أبو عامر والذي استدرك بالقول:” تاريخه حافل بالدم، والمجازر، وقطع الرؤوس واغتيال رموز وقادة الفصائل، وبالتالي لقب” شقائق النعمان” يبدو شاذا وغريبا.”

وعززت إسرائيل من إجراءتها الأمنية قرب حدود غزة من أجل تأمين جنازة شارون، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر غربية (لما تسمها) أن “إسرائيل حذرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة من السماح بإطلاق صواريخ خلال مراسم التشييع″.

وأعلن مستشفى “تل هشومير” قرب تل أبيب، ظهر أول أمس السبت، وفاة شارون، الذي كان في حالة غيبوبة منذ ثماني سنوات إثر إصابته بسكتة دماغية عام 2006.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه إسرائيليون شارون “بطلا قوميا”، ينظر إليه العرب والفلسطينيون على أن “سفاح”، حيث يحيون سنويا ذكرى مجارز شارك في ارتكابها، وخاصة مجزرة “صبرا وشاتيلا”، التي راح ضحيتها المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982.








طباعة
  • المشاهدات: 23029

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم