14-01-2014 09:28 AM
بقلم : امجد السنيد
حفلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بنبأ وفاة ارئيل شارون المتوفي أصلا من ثمانية أعوام وكأن هذا الخبر طوى صفحة طويلة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وعاد الأقصى والقدس الشريف إلى عهدة العربان عفوا اقصد العرب .
الكل صب جام غضبه على شارون فمنهم من وصفه بالجزار أو السفاح أو قاتل الأطفال وحقيقة كل هذه المسميات ستزيد من رصيد شارون الشعبي لدى الإسرائيليين حيث سيتذكرونه دائما إنه بطل الحرب.
شارون نعم نفق ولكن على الرغم من الخدمات الجليلة التي قدمها للكيان الصهيوني إلا أن أبناء جلدته لم يعملوا له تمثالا أو يوم عطله وطنية بل كانوا يعتبرونه انه يقوم بواجبه تجاه شعبه وبعكس ذلك فانه يعتبر خائن لدولة اسرائيل .
شارون غادر الحياة ولكن لم يكتب في سجله أنه سرق أموال الشعب اليهودي أو ساوم على أراضي أبناء صهيون بل سعى إلى توسيع الدولة اليهودية ورفض التوقيع على شيء من شأنه أن ينقص من سيادة دولة إسرائيل.
شارون لم يذهب للعلاج في أفخم مستشفيات العالم بل بقي يرقد على سرير مستشفى عادي إلى جوار أبناء شعبه العاديين .
على أية حال ذهاب شارون أو بقائه لن يغير في المعادلة السياسية والجغرافية شيء فالاسرائيليين وجهان لعملة واحدة ولكن مع اختلاف الأسلوب والطريقة مدرسة شارون المتطرفة وتلاميذه امثال نتنياهو و وإسحاق رابين ومدرسته اليسارية أمثال شمعون بيريز يختلفان في الطريقة ولكنهم متفقون على الية التنفيذ وهو الحفاظ والديمومة لدولة إسرائيل ولو اقتضى الأمر إبادة كل العالم لتحقيق هذه الغاية .
ومع كل ذلك ورغم هذه الخدمات الكبيرة فأن هذه الزعامات بقيت تنحني خجلا وخوفا أمام إرادة شعبهم على عكس غيرهم.