14-01-2014 09:30 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
بين يديك كبرت......وفي دفء قلبك احتميت......وبين ضلوعك اختبأت......ومن عطائك ارتويت.......
ها نحن نشرف على العام الرابع للرحيل يا أمي .. ولا زالت تلك الأيام هي ذاتها الأيام التي سبقت الرحيل وكأنك موجوده في ضفاف المكان والأرض والحقول , وكأنك لا تزالين تحملين السجاده وتصلين على النجيل , ثم تحملين عصاك الجميله وتذهبين الى فضاء الدنيا الزائل , ولا زلت يا أمي أمسح من هندامك المركون بأمتعتي رائحة القهوه والشيح برحلتنا الأخيره ولا زلت أشم رائحة ... (القرنفل ) ..الذي تحبين !
ولا زلت أحمل عصاك التي كل يوم هاشم يريد أن ينزعها من بين أمتعتي ويذهب بها الى فضاءه المجبول بالسفر منذ الصباح يعبث بكل شيء وحينما أشير انها لك يضحك ويفاجئني بقوله بعودتها الى مكانها فأبكي وأمسح دمعتي... بصمت
ها نحن يا أمي نباشر احداثيات الحياه كل يوم وذكريات ايامك تعيش معنا , نستذكر كل شيء ضحكاتك , سواليفك ونستذكر زمنك الجميل في كل أيامنا ..
كل يوم يا أمي انظر الى الصوره وأستدعي من نفسي لحظة الغياب التي لفت أيامنا منذ الصبا برحيل واسط البيت وكم تعبت وعلمتي فينا الصبر على قساوة الحياه وكم أثقلت عليك الدنيا في مرضك وسفرك البعيد في أسره بيضاء , وجيران يفتقدون الدعاء ...والحديث الذي له شجون
يمر طيف الذكريات كأنه اليوم , ويشاركني مذاق الغربه التي أكلت من أيامنا الوقت الكثير وأبعدت في سياق الزمن معاول ابدعت في صياغة الحياه وأيامها بين الأحبه والأصدقاء , يستوقفني شريط طويل من ذكريات وكلمات وا أدعيه ..
ويستوقفني السفر في دجى الليل إن كان للدعاء من صاحب وصديق دونك فأحتاج لأن ارسل له شوقي وعتابي فلا أجد بهذه الرحله لا أنيس غير قمر وبقايا صباح وطريق يمتلكني بالغياب وجاحه لدعاء من بين شفتيك لكنه الموت يا امي والرحيل الذي لابد منه ..
فسلاماً على غيابك والحضور وسلاماً على قبرك المنصوب بآخر القريه وسلاماً على الزيتون المزروع بحقولنا ..وعلى سنابل القمح التي غلفت رحلة الرحيل بزمن جميل ...
وسلاماً يا أمي على الصباح والمساء الذي يشرق على طريقنا الغربي , والهواء يلفح الورد وتمور بخواطرنا ساعات الزمن , فنسأل الله أن يسكنك الجنه ويعطر حياتك الآخره بنعيم دائم