15-01-2014 12:23 AM
سرايا - سرايا - صدر حديثاً للشاعر الدكتور راشد عيسى كتاب أدبي بعنوان ( ترجيعات النصوص) عن دائرة الثقافة و الاعلام بالشارقة ، وهو كتاب مختلف في مضمونه و هيكليته ، يضمّ أربعة أنماط أدبية ( مقاربات في مديح الذات اللغوية ، وقصائد ، ورسائل على ذمة الحب ، وقصصاً قصيرة ).
تجمع هذه الأنماط المختلفة روحٌ تعبيرية واحدة قائمة على فتنة اللغة الشاعرة و استلهام طاقتها الإبداعية القصوى .
كتب صاحب ( وساطة الشعر في التسامح الديني ) تجليات تحليلية عالية الإيحاء تؤكد عبقرية اللغة في تخصيب النص تحت عنوانات ( اللغة و اللعب ، العمارة اللغوية ، البستنة اللغوية ، الصراف اللغوية ،الحياكة اللغوية ، عبقرية التخييل اللغوي ، أنوثة الكلمات ، المعاني الذكور ) .
وهي عنوانات أراد بها صاحب ( الخطاب الصوفي في الشعر المعاصر ) أن تكون مرايا للروح الأدبية الخلاقة التي تستثير طاقة اللغة و قدرتها على أن تكون هدفاً جمالياً رئيساً في النص الأدبي.
وأورد شاعر ( جبرياء ، و حتى لو ، وحفيد الجن ) مجموعة شعرية من قصائد تشتغل على التشكيل الفني المتنوع في القصائد ، وتتجه في أغلبها إلى مديح عبقرية الأنوثة من خلال صور شعرية أساسها القناع و الرمز و خصب الإيقاع .
أما النمط الثالث، فقد جعله عيسى مجموعه من القصص القصيرة المنسوجة بلغة شاعرية ذات فضاء و اسع من الإيماء من مثل ( ذات حياء . جلست على قارعة النساء . وعلى حين يأس مرت من على بعد شهقة مني امرأة ذات قوم نادر ، نظرت إليها فسمعتني ) .
وكان الجزء الرابع من الكتاب ( رسائل و تجليات وجدانية في مخاطبة الحبيبية ) بأسلوب يوظف اللغة اللاذعة النشطة ذات المعاني العنقودية المتوالدة في التركيب اللغوي الواحد.
يشار إلى أن مادة الكتاب ( نصنصة أدبية) تلعب فيها اللغة الثائرة على أخلاقها دور البطولة ، إذ يستمد صاحب ديوان ريشة صقر رؤاه من إعادة إنتاج كلاسيكيات النقد العربي القديم بطرائق جديدة تحمل روح المعاصرة و الحداثة و اختراق السائد . كما يؤكد قدرة الشاعر على استدعاء اللغة برائحتها المشوية داخل أي نمط فني . جدير ذكره أن عيسى سبق أن نشر جزءاً من الكتاب في الملحق الثقافي للرأي ولاقى صدى واسعاً و أسئلة كثيرة .