16-01-2014 03:06 PM
بقلم : تمارا الدراوشه
طالعت مقال دولة السيد فيصل الفايز , والذي حمل عنوان تساؤلات لا بد من مواجهتها, وقد قرأت المقال أكثر من مرة , وكلمة حق أن المقال يحتاج إلى دراسة عميقة , ومتعمقة
للوقوف على فواصله ودلائله .
وقرأت أيضا رد الدكتور احمد عويدي على المقال , وأنا لن أتطرق إلى ما ذكره الدكتور احمد لأنه كان صريحاً حين اعترف انه أناني فيما كتب , وفعلاً لأن كل ما جاء من رد من الدكتور احمد كان شرحاً لقضايا شخصية وهي من طرف واحد , وهنا لا يجوز الحكم على أي موضوع من طرف واحد , لأنه دائماً وكما قالوا ما خفي كان أعظم , فهذا رأي الدكتور احمد وهو رأي شخصي ولست معنية بالرد عليه.
أعود إلى ما كتبه دولة فيصل الفايز , وما أثاره من تساؤلات , فليست التساؤلات هي ما أوقفتني فهي تساؤلات نعيشها منذ زمن حتى تكاد تصبح جزءاً من حياتنا , ونموذجاً لسلوكيات الكثير منا , لكن الذي استوقفني هو أن يتحدث شخص مثل فيصل الفايز – رجل الدولة – الذي يحمل من التاريخ السياسي ما لا ينكره القاصي والداني .
أقول هل طفح الكيل وبلغ السيل الزبى , حتى وصل حالنا إلى هذا الحد , نعم حين يكتب رجل مثل دولة فيصل الفايز عن أوجاع الوطن , ونشعر بالحزن بين حروف كلماته , حين يتحدث عن تفاصيل التفاصيل , حتى أن المقال بما حمله , وحين تقرأه تشعر بأن من كتبة يتألم لما وصل إليه حال الوطن , من خروج على الأعراف والتقاليد , وتجاوز على الحريات وتعدي على حقوق الآخرين , فانساقت للأسف بعض العشائر خلف تلك السلوكيات , حتى أصبح الأمن شعار نتغنى به دون أن نلمس حقيقته , ودون أن يساهم المجتمع في ترسيخ دعائمه .
عندما يتحدث شخص عادي ليس بحجم تاريخ دولة فيصل الفايز , الذي تقلد معظم مواقع المسؤولية العليا في الدولة , - ولا زال – عن واقع الحال , يسارع الأغلب ويقول نريد حلولاً , ولا نريد طرحاً للمشاكل والقضايا , وأنا هنا أعيد التساؤل على دولة فيصل الفايز , لقد حللت وفصلت أغلب ما يعيشه المجتمع الأردني من تردي للحال وضعفاً في السلوك , وضبابية في الرؤيا ... هل من حلول واقعية وسريعة يراها دولته , وهو الأدرى بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الوطن , حلولاً نلمسها سريعاً وليس كميثاق العشائر الذي لم يرى النور , بعد أن أعلن عنه على خلفية مشاجرة جامعة الحسين بن طلال وتبعياتها (الله لا يعيدها) .
إن ما طرحه دولة فيصل الفايز من تساؤلات , وإن أعتقد البعض أنها قضايا بسيطة وروتينية , إلا أنني أقول إن حدوث كل القضايا التي تحدث عنها المقال – ولا أريد تكرارها – ما هي إلا ناقوس خطر بدأ يدق أجراسه وسط مجتمعنا , فالطالب لم يعد ذلك الطالب , والعشيرة بقيمها لم تعد تلك العشيرة , حتى أخلاق وأعراف الناس بات يعلوها الكثير من الشوائب التي اخفت حقيقة المواطن الأردني بسلوكياته وقيمه وعاداته وتقاليده الحقيقية , سواء في المدينة أو البادية أو الريف .
وأنا أود أن أشير إلى انه آن الأوان لوضع الحلول من واقع الحال وعن قرب , فالحلول بالريموت لم تعد تصلح , وأن هذه الأشياء التي يعتقد بعض المسؤولين أنها صغيرة , فأنا أذكرهم بمقولة (لا تحقرن صغيراً في مخاصمةً) .
أخيراً شكراً لدولة فيصل الفايز الذي وضع يده على الجرح , وذلك بطرحه للتساؤلات التي نعيشها في يومياتنا , لأن صوته سيكون مسموعاً عند من يحب هذا الوطن ويخاف عليه ,
وأرجو من دولته بعد أن وضع هذه التساؤلات , التي كما قال لا بد من مواجهتها , فإني أقول انه لا بد من وضع حلول سريعة وجذرية , لا حلولاً طويلة المدى , لا لسبب , فقط لأن الوطن لم يعد يحتمل , والمواطن أيضا قد لا ينتظر أي شئ طويل المدى , وعندها سنندم في وقت لا ينفع فيه الندم .
نتمنى أن نسمع رؤية دولة فيصل الفايز في الطرق الآمنة لمواجهة هذه التساؤلات , عل وعسى أن يجد صوتك من يجيبه , لا كأصواتنا التي باتت كمن ينفخ في قربة مخرومة , فأنت تحظى بقبول فرضه تاريخك ومواقفك وانجازاتك , في هذا الوطن الذي تحب , وخدمة لقائد الوطن أعز الله ملكه.