16-01-2014 03:35 PM
بقلم :
يبدو أن الناس يثيرهم الحدث فقط .. يشتعلون كالنيران التي لا تحرق إلا نفسها .. و يبقى الحدث كقنبلة بين يدي الخبراء لتعطيلها أو في بعض الأحيان تفجيرها ..
نحن شعب اهتمامنا لحظي كمن يذهب لجنازة .. حالما تنتهي كأن شيئاً لم يكن.. و قد تم دفن آثار الجريمة..!!
لماذا ننحَب و نصرخ على هذا الميت و نرحل مع النسيان لو فرضنا أن الميت خرج من قبره مثل رفع الأسعار أو قضية فساد أطعمة أو دواء..؟ لماذا نكرر النحيب لو كان الضحية عنف شبابي ولجوء عربي و نزوح.. انتهت مهمة المغسّل و المكفّن و الحانوتي .. لتبدأ مهمة لا اختصاصي لها و يبقى القتيل بلا إكرام..!؟
نحن نرمي عاتق أخطاءنا في الوقت الحاضر إلى من لا يهمه الأمر .. و من يهمه الأمر ليس بالمَعني .. فالعواتق تتقاذف ذات اليمين و ذات الشمال إلى أن تصل إلى يد لا يسعها إلا التبرير وتهدئة النفوس إلى حين تزول المسؤولية و رميها كالسهم الضائع على صدر بلا ضمير صاب وخاب..
نحن ننكر أننا السبب كوننا تجذبنا الفتنة كأنها (موضة) و تنقلنا من السكون إلى الضوضاء وما يليه صمت أبكم لا يخرج من الصدور.. فعمّ دور سياسي مختلف انحنى مؤخراً إلى منحنى جمعيات خيرية و مؤسسات اجتماعية الخير فيها محدود و مشروط و قناع الشر هو استغلال بشع باسم المعونة..
لا تعني الوطنية أن نحمل الحدث و ندعه.. بل أن نرعاه كالطفل و نتفقد أحواله كالفقير .. إهمال الحدث و عدم متابعته هو تهرب من المسؤولية و دليل قطعي أننا نتسلى و لا ننتمي.. و أعلم أن منا من ملّ و منا من التزم .. لكن الوطن يحتاج إلى رعاية الجميع من صحة و حضانة و تعليم و تربية و تنمية و عمل و مال.. فمن المسؤول عن هذا الوليد سوى الأسرة .. و الشعب الأردني هو المسؤول عن سلامته إلى أن يشتد عوده من مواطن و مسؤول و قيادة .. فالتعاون ضروري لتوفير بيئة سليمة لهذا الوطن .. فلنشعل روح الأمومة و الأبوّة أما الرعاية الإلهية تؤمن بالنيّات و لكل امرءٍ ما نوى..