بقلم : المهندس وصفي عبيدات
ان المتصفح لردود السادة النواب على الموازنة التي تقدمت بها الحكومة يجد عناوين كبيرة ورنانة وكلها تتهم الحكومة بالتقصير والتغول على الشعب وقوت الشعب ، ما سمعناه وما قرأناه جميل وهو يعكس واقع الحال ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ، اين اصحاب السعادة من هذا ؟ أليس دورهم تشريعي رقابي ؟ لماذا لم يتم مسائلة الدولة عن تقصيرها وعجزها عن توفير الحياة الكريمة للمواطنين ؟ ام ان كلامهم فقط للتسويق ؟ ان كان ذلك فاليعلم السادة النواب ان ما يقولونه ، يقوله الصغير والكبير ، المتعلم والجاهل ، المدني والحضري وابن البادية ، فأين الجديد في ذلك ؟ ان الصفحات الالكترونية تزخر بالمقالات التي تتحدث بنفس العناوين والعبارات ، فكلام النواب لا يعدو عن كونه تكرارا لما يقوله الشارع ، وهذا ليس هو المطلوب ، المطلوب هو ان يترجم السادة النواب اقوالهم وأقوال الشعب الى أفعال ، ولكن هيهات هيهات !
فكيف لنا ان نحاسب الحكومة على الواسطة والمحسوبية وأصحاب السعادة يلهثون وراء الوزراء ويمارسون كل أشكال الضغوط الجهوية والمحسوبية لتعين أناس بعينهم متغولين بذلك على حقوق أناس احق منهم ؟.
وكيف لنا ان نحاسب الحكومة على الهدر في النفقات والسادة النواب لا ينامون الليل وهم يخططون ويمكرون بنا وبالحكومة لتحقيق مكاسب خاصة لهم ؟ .
وكيف لنا ان نطالب الحكومة بمحاربة البطالة والفقر والسادة النواب يطالبون بفتح جزئي للتوظيف وإيجاد فرص عمل لفئة قليلة من المجتمع وينسون السواد الأعظم العاطل عن العمل ؟.
كيف لنا ان نطالب السلطة التنفيذية بسن القوانين المدنية المتحضرة وبعض نوابنا غارقون في كازينوهات بيروت والقاهرة ، رغم ان سن القوانين وتشريعها من صميم عملهم ؟ .
كيف لنا ان نحاسب الحكومة على التقصير وعدم زياراتها للمجتمع المحلي في المحافظات للاطلاع على واقع الحال بينما اصحاب السعادة ممثلوا هذا المجتمع نسوهم ولن يعودوا اليهم الا في الانتخابات القادمة ؟
تصر الحكومة ان لا نفط في جوف ارضنا ويصر السادة النواب على وجودة ، ورغم ذلك ما زالت الحكومة حكومة فلماذا لا يقوم النواب بطرح الثقة بالحكومة ما دام انها بنظرهم متخاذلة في هذا المجال المهم والحيوي في حياتنا؟
كيف لنا ان نحاسب الحكومة على السفريات ومياومات السفر وبعض اصحاب السعادة يعيشون في الطائرات؟
نريد منكم حلولاً لمشاكل تأصلت فينا ، التعليم الصحة الفقر البطالة والجريمة التي بدأت تستشري وتهتّك جسد الوطن وبدأت تأخذ طابع التنظيم .
اين حصة البحث العلمي من الموازنة ؟ اين حصة الدراسات التي يجب ان تعمّل من اجل حل مشكلة العنف الجامعي ؟ ماذا خصص لدراسة مشكلة آلاف الطلبة الخريجين الذين بدلا من ان يكونوا عونا لأهاليهم أصبحوا عالة عليهم ؟ ماذا خصص لحل مشكلة جيوب الفقر التي اصبحت في مدننا كما هي في ريفنا وباديتنا ؟
ماذا خصصت الموازنة لحالات الطوارئ التي قد يبتلى بها الوطن في اي لحظة ؟ ولا أظن ان أحدكم قد نسي الوضع الهزيل الذي ظهرت بها دولتنا في أزمة الثلج ، هل في موازنة الحكومة مخصصات لشراء كاسحات ثلج ؟ ام اننا سننتظر جلالة الملك ليقوم بالمبادرة ؟ اين الرواتب وسلم الرواتب من الموازنة يا سادة يا نواب ؟.
يا سادة كل ما تقولونه صحيح ، ولكن ما هو الحل ؟ هل كيل الاتهامات وتطويل الألسن على الحكومة يكفي ؟ اذا كُنْتُمْ تعلمون ما تقولون فارجوكم أسعفونا في حل المشاكل لا الرمي بها في مرمى الحكومة المتهالكة التي أتى على معظمها الفساد ، فالكل في حكومتنا ان لم يكن فاسداً فهو متستر على الفساد ، فان كان الدال على الخير كفاعلة فان المتستر على الفاسد فاسد .
أدام الله لنا الاردن وأدام قائده المفدى .