18-01-2014 09:51 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
عندما تابعت البرامج التلفزيونية الرمضانية وغير الرمضانية عبر محطاتنا الفضائية الأردنية والتي تسلط الضوء على الأسر الأردنية المعدمة والفقيرة والمحرومة ، لمحاولة جمع التبرعات لهذه الأسر الفقيرة ومساعدتها ، تفاجئت من مستوى الفقر والعوز والفاقة عند بعض الأسر الإردنية ...
وبعد متابعتي لعدة حلقات من هذه البرامج عبر الحقيقية الدولية وغيرها من المحطات ؛ إنتابتني موجات متلاحقة„ من الصدمة والحيرة ثم تسائلت وبدهشة : أيعقل بأن هذه الأسرة الفقيرة والبائسة والمعدمة تقطن اليوم في مدينة كذا وقرية كذا وبلدة كذا؟ وفيها الموسرين والأثرياء والوزراء والنواب وفيها النائب الفلاني الذي زمجر تحت القبة كثيرا” وهدر ونظر وثرثر !! وتسائلت أيضا” : أيعقل بأن هذه الأسرة المعدمة والمنسية هي من محافظة كذا السياحية بامتياز ؟ وهي المحافظة الشهيرة والتي تجوبها الوفود المحلية والعربية والأجنبية كل حين وفترة وتطوفها المواكب الوزارية كل حين وفترة وتفتتح فيها المهرجات الكبيرة والاحتفالات البهية كل حين وفترة !!!
لقد كشفت هذه البرامج التلفزبونية عن وجود كثير من هذه الأسر المعدمة والفقيرة والمسحقوقة في أرجاء وطننا الأردني ، كما كشفت عن مدى التقصير الحاصل من قبل نوابنا ووزرائنا ومسئولينا . ولو كانت بعض من هذه الحالات في دول متقدمة لاستقال وزراء كثيرون هناك من هول ما شاهدوه ، ولا نتحر آخرون من فضاعة ما اقترفوه ، ولكننا نتكلم عن الأردن حيتث المناصب هنا بالوراثة والمسئوليات تشريف ووجاهة والنيابة اقتناص واكتساب وكسب ومكسب ...
وستبقى الحقائق مغيبة وغائبة عن أعين الجميع ما دامت جولات ومواكب مسئولينا التففدية هي مجرد بهرجات إعلامية ومسلسلات درامية وحركات عبثية لا أكثر ؛ فعند قدوم مواكب المسئولين والوزراء لمحافظة أو للواء„ أو لناحية„أو لمدينة„ او بلدة„ فإن الإيجابية الوحيدة المتحققة من هذه الزيارة تكمن : في ردم الحفر الموجودة واصلاح الأعطال الكهربائية وطلاء الأرصفة والأطاريف الواقعة في خط سير هذا الموكب ، أما الفوائد الأخرى لهذه الزيارات فهي محل شك وتخمين ؛ وكلنا يعلم بأن المستقبلين لموكب ذلك المسئول القادم لن يطلعوه على الأحياء الكادحة والمعدمة ليتلمس حاجات الناس ومعاناتهم ، ولن يرافقوه للمؤسسات المهملة والمتعثرة ليرى الاهمال والترهل على حقيقته وأمام عينيه , ولن يطلعوه على هذه الحقائق المرة أبدا” ولكنهم سيجاهدون ويجتهدون لتزيف الواقع وللقفز على كل الحقائق ااموجودة ولتمرير هذه الزيارة الموسمية دون بلبلة„ وصخب ! لذلك فقد بقيت المعاناة في بلادنا واستدامت المآساة بعيدا” عن أعين الجميع ...