بقلم : الدكتور طارق أحمد عمرو
في غمرة الحرص من لدن الأبوين لتهيئة جو دراسي ملائم لأبنائهم وبناتهم يستطيعون من خلاله الدراسة والفهم وصولا لتحصيل معدل دراسي في الثانوية يمكنهم من دراسة الاختصاص الذي يرغب الطلبة-أو ذووهم-بدراسته؛ في غمرة هذا الحرص المشروع والهدف النبيل، يطرأ وبكل أسف عند العديد منهم شعور بمشروعية استعمال أية وسيلة لتحقيق هذا الهدف وان كانت غير شرعية-الغش مثالا-،،
الأب الذي يتنازل طواعية عن دوره التوجيهي في حض ابنائه على الدراسة،،
والأم التي لا تشاهد ابنتها تفتح كتابا أو تحل واجبا طيلة العام الدراسي، ورغم ذلك تحصل على معدل مرتفع في نهاية العام،،
ناهيك عن غياب القدوة الصالحة في الأسرة ذاتها؛ لما ينشأ الأبناء على ثقافة استسهال جهد الآخرين، وعدم تقدير الأهل لمنظومة الجد والاجتهاد؛ كل ذلك يؤدي بالمحصلة الى استنساخ جيل لايؤمن بالجد والاجتهاد، ولا يرى حرمة لجهد الآخر، ولا يقدر معاني المثابرة، فيستوي عنده حينئذ المجد والكسول، وهذا الجانب جانب مهم لو تم استدراكه في محيط الأسرة (آباء وأمهات وأبناء وبنات) باشاعة ثقافة القدوة الصالحة، والمتابعة الأبوية-لا المراقبة المباشرة-، والحوار القائم على غرس المفاهيم الصحيحة الخلقية عن قصص النجاح النظيف، والجهد المخلص للوصول الى الهدف المشروع، لو تم ذلك في محيط الأسرة لأدى الى تجفيف منبع غزير من منابع الغش في الامتحانات،،
هذه مهمة أسرية، وللحديث بقية عن مهام وواجبات بقية القطاعات المسؤولة عن اعادة الهيبة للامتحانات ومكافحة الغش وتسريب الأسئلة.