18-01-2014 10:02 AM
بقلم : خالد سلامة ابو رياش
بين الماضي والحاضر والمستقبل، تكمن امنياتنا واحلامنا وحياتنا التي نعيش وربما نبني عليها امالا وتطلعات عاجلة واجلة ، وينطوي تحتها الكثير من الالام والتعب وارهاق البدن والعقل من العمل والتفكير لكي نعيش او ربما نتعايش في هذا الواقع بحلاوته ومراره .
ولكن هل من الممكن ان يكون كلا منا بعقلية واحدة وتفكير واحد ، او ربما لهدف واحد ؟ كل ذلك ولا ندري وربما من المستحيل ان يتفق كل الناس عل ذلك .
ودعونا ننظر الى المجتمعات بكافة الوانها واشكالها ومعتقداتها وتفكيرها وحياتها ، هل يا ترى هناك ما يشبه الاخر ويتفق معه شكلا او مضمونا؟ وفكرا ومعتقدا ؟ وعلما وعملا ؟ وواقعا وحلما ؟وماضيا وحاضرا ؟
نترك لكم الاجابة ،ولذلك ليس من الضروري ان نجبر الاخرين على ان يلتزموا سلوكا معينا او نهجا او تفكيرا بمحض ارادتنا ونتبناه نحن لندخله اليهم وذلك بالاكراه او بالديكتاتورية .
وعلينا ان نعالج ذلك بالحسنى ، وحتى في اعتقاد الاديان ليس علينا بهم الا بالحسنى ، فان ردوا بالايجاب فذلك خير والا فالخيار لهم،هم ادرى وربما افضل او اصح ،او غير ذلك .
ونحن معشر المتعلمين والمثقفين والعباقرة والمفكرين والعلماء وكافة البشر ننظر الى الواقع بواقعه وحريته وعفوية من يطبق الامور واحوالها واشكالها حسب ما يراه هو من وجهة نظره هو اي (الاخر ) ، ويتمثل ذلك في الرقم 7 والرقم 8 واصحابهما ،فكل يرى انه الاصح ، فيا ترى من الاصح ؟ ومن هو على حق ومن على باطل ؟
ولنرى في ذلك التمثيل ماذا حصل ؟
اذن ليذهب الاول عند الاخر والاخر عند الاول ليروا انهم صحيحين يذهب صاحب الرقم 7 الى صاحب الرقم 8 فيرى انه 8 ويذهب صاحب الر قم 8 الى صاحب الرقم 7 فيرى انه 7 وفي النتيجة كل ينظر الى الاخر انه على اتفاق وتوافق ولكنهم في بادئ الامر ينظرون الى انهم مخطئين
فلا نجعل انفسنا اننا نحن العالمين بظاهر الامر وباطنه ، واننا نحن الوحيدون الذين لديهم الحلول دون الاخرين وان الاخرين جاهلون بحاضرهم ونحن عالمون بماضينا دون اي اعتبار ماذا قدمنا نحن وماذا نجزنا في ماضينا لينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا ، وما هي اخطاؤنا نحن وكيف نصلحها اولا ؟
فكثير منا الان وهذه الايام ونحن في عصر النهضة والتطور جاهلون بقيمنا وعاداتنا ومعتقداتنا ،جاهلون بما يتضمنه قانون الحياة وعصر الحضارة ،.جاهلون بمعرفة الاخرين وصفاتهم وحالاتهم ،جاهلون ببعض شيئ عن كل شيئ
والجهل ليس فقط هو ما يعرفه البعض انها هي ايام الجاهلية التي مضت منذ قرون وانها قصص وعبر ودروس قديمة فقط للذكرى ، وان الجهل ايضا يكون في ان الناس لا يتعلمون لغة القراءة والكتابة ،وانها كما تسمى الان ( الأمية )، ليس هذا ولا ذاك ، وانما الجهل والجاهلية في كل مكان وزمان ، فكل ما نعرفه ونعلمه فهو معلوم ، وباعتقادي ان كل ما لا نعلمه ولا نعرفه هو مجهول بالنسبة لنا واننا نجهل ماهو وكيف هو ، ويقولون :(اللي ما بيعرفك بيجهلك )
اذن نحن نعرف ونجهل ونعلم ولا نعلم ولنترك للاخرين العذر في انهم لا يعرفون او لا يعلمون ، ولنلتمس لبعضنا عذرا مقبولا صادقا ، ويكون هدفنا ان نصلح لا نعادي وننصح لا نكابر على اننا نحن نفهم كل شيئ ،. فنحن لا نعلم كل شيئ ، ولأن فوق كل ذي علم عليم ، يجب ان نسلم بذلك واننا خطاؤون ، وخير الخطائين التوابون .