حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17754

لا تضيعوا الأردن بين الهجيني الأردني والزجل الفلسطيني !

لا تضيعوا الأردن بين الهجيني الأردني والزجل الفلسطيني !

لا تضيعوا الأردن بين الهجيني الأردني والزجل الفلسطيني !

12-06-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سميح العجارمة

تراه يقهرنا بصمته وصبره على ظلم أبناء رحمه ، وعلى ظلم أبنائه بالتبني ، في جميع أقطار الأرض تظلم الأوطان أبناءها ، إلا في الأردن ، فالأبناء هم من يتنكرون للوطن !




تراه صابراً عليهم صبر أيوب ؛ لأنه الأردن بقدسية نهره ، وسطوة صحرائه ، وعنفوان فرسانه ، هو الأردن يفترش جنوبه ويلتحف شماله و يتدفأ بحرقة غوره ، فما بالكم تسحبون فراشه من تحته وتكشفون لحافه عنه ؛ لتظهروا عورته ، وكأنه بلا أهلٍ ولا رجال يغارون عليه ؟ نسيتم من هو الأردن ؟! هو الأردن الجليل بقدره فهل أفرغتم قِدره في بطونكم وتريدون بيعه ؟!




هو الأردن الطاهر بشرفه ، فهل انتهكتم عِرضه وتريدون ترقيع بكارته ؟! هو الأردن العزيز برمله وترابه و جباله ، فهل بعتم أصالته و تريدون العزة من بعده ؟! هو الأردن الشامخ بتاريخه ، فهل زورتم ماضيه وتريدون منّا ختماً على قفاكم يعترف بوطنيتكم المزعومة ؟!

 


هو الأردن توأم فلسطين السيامي ، فهل تريدون فصل التوأم لقتله و تريدون تخصيص يومٍ في العام لرثائه والتباكي عليه ؟! يا أبناء الأردن وعشاقه ، إن مقتل الأردن لن يكون إلا بأيديكم إن لم توقفوا سن حرابكم على رقبته بحجة تقوية نصل الحراب للدفاع عنه ! وعن ماذا ستدافعون و من العدو ؟ إذا كانت الحراب حرابكم و الرقبة رقبتكم ومنكم من يحاول جزها قاصداً أو عابثاً أو ثملاً أو جاهلاً أو باحثاً عن بطولة مبتورة لن تحققها رجولة مفقودة !.





أعداء الوطن ثلاثة : واحدٌ واضحٌ وضوح الشمس ، بيّنٌ متربصٌ خارج الحدود ، وهذا الأقل خطراً لأنه معروف أنه عدو ومعروفة هويته ومكانه وهدفه وخططه ، وآخر معتم عتمة الليل ، مخفي بين الصفوف ، وهذا خطره أكبر لأن كل شيء مجهول عنه هويته ومكانه وهدفه وخططه ، ولكن محسوس وجوده وضرره متراكم ، ولا تعرف متى سيطعنك بظهرك ، و عدو الوطن الثالث غامض غموض الألغاز ، و هو الأخطر بكل المقاييس لأنه ابن الوطن ذلك الوطني الذي يجهل كيف يمارس وطنيته بطريقة تعلي بنيان الوطن و لا تدمره ، لأنه بجهله هذا يترك الفرصة للعدو المخفي بين الصفوف أن يتلاعب به ويسيره دون شعورٍ منه نحو تدمير ذاته ووطنه ، يفعل ذلك و هو يتغنى بوطنيته معتقدا أنه المنقذ الوحيد للوطن !





و يا أيها السائل المستهجن احفظ ماء وجه هذا الوطني ولا تسأله ( ممن أنت تحاول إنقاذ وطنك : من أخٍ لك تقاسمتم معاً السراء والضراء وأكتشفت فجأة أن صلاحيته أنتهت بالنسبة لك ؟ أم من صهيوني لن يتمدد إلا على حساب إنكماش وطنك ؟ ) لا تسأله لأنه لا يعلم ، وكل ما حفظه هو دافع عن وطنك ودمر عدو وطنك فأنت البطل المنتظر ! ولم يدرسه أحد الأبجديات الصحيحة للدفاع عن الوطن ومن هو العدو الحقيقي وكيف يكون بطلاً حقيقياً وليس كرتونياً ! أرى بعض الهجيني الأردني يصدح من البعض ضارباً بعرض الحائط الوطنية الحقيقية ، ومستبدلاً مكانها سكاكين غريبة علينا ؛ لتقطيع أوصال الشعب ، معتقداً أن البطولة والوطنية هي أن يقطع ( هبرةً ) كبيرة من اللحم الأردني ويقذف بها لغربي النهر بحجة باطلة ( أن لكم وطنكم ولنا وطننا ولولا العيب لقالوا لكم دينكم ولنا دين! ) ، وكل ذلك الهجيني بمرافقة ربابتنا البريئة من كل سوء إلا سوء بعض الأنامل التي تداعب أوتارها ، أقول البعض مؤكداً على كرهي للتبعيض .



 و تكبر مصيبتي و خوفي على الأردن وطني عندما ينبري بعض الزجل الفلسطيني راداً بعنف على الهجيني الأردني ، و داعياً ومدعياً بأنه الأردني الذي عمّر البلد وطور الأردن ، ويصدح بزجله ضارباً بعرض الحائط الوطنية الحقيقية ، ومستبدلاً مكانها رصاصاً غريباً علينا يقتل فيه قلب الشعب إنتقاماً لعقل الشعب ! معتقداً أن البطولة أن يسمم بالحقد ( هبرةً ) كبيرة من اللحم الأردني ، و يعلن موتها ، ويقذف بها في غياهب المحاصصة وشبهات التوطين ، بحجة باطلة ( أننا جئنا شرقي الأردن فكان أرضاً فارغة إلا من بعض البدو البدائيين ، فزرعنا ، وتاجرنا ، وبنينا ، وصنعنا الأردن ، وعلمنا بدوه الحضارة ! ولولا العيب لقالوا أنهم كريستوفر كولومبوس وقومه وقد اكتشفوا الأرض الجديدة وسموها الأردن ! ) وكل ذلك الزجل يحدث بمرافقة الدف الفلسطيني البريء من كل سوء إلا سوء بعض الأنامل التي تضرب عليه . هذا يصدر بياناً وذاك يرد عليه ، هذا يمجد ابن نابلس وذاك يصغره ، وهذا يبجل ابن إربد وذلك يشرّحه ، وغيره الكثير الكثير ، والجميع يدلي بدلوه مليئاً بسائل لزج أسود مزاجه من حميم ! والجميع نسي أن الطعن كل الطعن من كل الطاعنين هو بنفس الجسد الذي يدعون محبته والذود عنه ، فيصيبونه بألف مقتل ليتوزع دمه- ليس بين القبائل - بل بين أبنائه !

 أقول ما أقول والقلب حزين وينفطر على وطني الأردن ، والعين باكية عليه ، وأنا أرى الأفكار الشريرة شحذت همتها نحو وطني ، وعلا صهيل خيلها الأعجمية ، وداهمتنا لتخرج شياطين الأرض علينا فتدك البناء ؛ لتبتلينا بما لا يعلمه إلا الله من خطرٍ لا يرحم ومرضٍ لا براء منه ؛ لتنقل لنا عدوى ( اللبننة والبلقنة والصوملة والعرقنة ) فهذه أوبئة والأردن محصن عنها ؛ لأن ( الأردنة ) علاج يشفي عليل الوطن من كل داء ؛ فسحر الأردن يجعل من يشرب من مائه ( يتأردن) ويدفع الغالي والنفيس للدفاع عن الأردن بوحدته ، وخصوصيته التي لا تشبهها إلا خصوصية الجنة بأنها للمؤمنين الأطهار دون غيرهم ، وكذا وطننا للمخلصين الأطهار دون غيرهم .

 


الهجيني الأردني ليس على حق بخوضه هذا المخاض سواء بنيته أو أهدافه أو حججه ، وليس الزجل الفلسطيني على حق أن يخوض هذا المخاض سواء بنيته أو أهدافه أو حججه ، من يريد أن يكون على حق عليه ألا يخوض مع الخائضين ، فالوطن للجميع يدافعون عنه و لايتدافعون عليه ، الوطن للجميع و لايحق لأيٍ كان محاولة خطفه ونبذ الآخر ، الوطن للجميع نلبسه ويلبسنا و لا نفلسه فيفلسنا من كرامتنا . لذلك من يعشق الأردن فليتوقف عن الحديث الأجوف ، والاصطفافات المشبوهة ، وليكتب ويقل خيراً ، أو ليكسر قلمه ويكمم فمه قبل أن يضطر الأردن العظيم أن يخرج عن صمته و يطوي صبره ويتأبط شراً ليضع حداً لشر المارقين المتلاعبين به بحجة الوطنية مهما كان منبت هذا المارق من شرقي النهر أو من غربيه أو من جزر الواق واق. علينا أن نعيد الهجيني الأردني والزجل الفلسطيني لسابق عهدهم ؛ ليعزفوا بنفس اللحن ربابةً ودفاً ؛ ليبقى الأردن حراً قوياً أبياً موحداً صامداً عصياً على كل من يحاول أن يكشف عورته المصانة ، أو يمس شرفه المقدس ، وعلى كل من يحاول أن يُفرِغَ قِدره ، أو يفرط برمله وترابه وجباله ، أو يمس تاريخه الشامخ ، أو يفصله عن توأمه السيامي فلسطين ، ليبقى الأردن هو أردن الزعتر و الشيح والقيصوم والبدو والفلاحين ، أردن السراج الذي لا ينفذ زيته ، أردن المهاجرين والأنصار ، أردن العلم والرفعة ، أردن العزة والكرامة ، أردن الأردنيين ، أردن الهاشميين .




 








طباعة
  • المشاهدات: 17754
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-06-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم