20-01-2014 09:31 AM
بقلم : إسراء أبو جبارة
المال ليس أداة تربية و توعية بل هو فتح المجال للأبناء بامتصاص العنف و ممارسته بالإستقواء على الآخرين من خلال ما يضع بين يده و على مرأى عينيه من أساليب تظهر العنف و مشاهد الضرب مقلدين و متقمصين مشاهد البطولة.
يمتص هؤلاء الأطفال هذا السلوك العدواني من خلال سلوكيات الناس و الآباء و عن طريق الألعاب الإلكترونية العنيفة و الأفلام الكرتونية خاصة و أن الأم تشعر بالاطمئنان من خلالها إلا أن بعض الأفلام الكرتونية تشتد فيها مظاهر العنف و أيضاً مشاهد المصارعة و الشجار و القتل في الأفلام و مشاهد الدم في الأخبار ليقع طفل آخر لا يملك كل هذا ضحية طفل مرفّه و آباء غير مباليين..
التنمر أو الإستقواء شاع بين الفتيان و الفتيات أيضاً في جميع المراحل التعليمية و السنية دون استثناء و كم من ضحية جراء التقليد الذي يظهر الإجرام عوضاً عن الطفولة..
اللوم ثم اللوم ثم اللوم يقع على الأهل في شيوع ثقافة التنمر بين الأطفال و تبدأ بين الأخوة أولاً لتمارس خارج نطاق المنزل بشكل موسع .. حذاري من التكنولوجيا التي تريح الأهل و تدمر أجيال.. فالطفل لا يحتاج للتسلية بمقدار التربية و التوجيه و تقضية الوقت مع أبيه مثله الأعلى و أمه ينال منه العطف و الرأفة .. و يجب تعليمه الفارق بين الظلم و العدل في السلوك كونه يعتقد أن الكبار هم وحوش بيتية مسيطرة عليه و لا سلطة لديه إلا خارج المنزل ليمارسها بحرية و إذلال بمن هم دون مستواه الاجتماعي أو الثقافي أو العرقي و الديني ليصبح هناك ضحيتين في المجتمع هما المتنمر و المُهان..
فلا بد من مراقبة الأطفال و متابعتهم أينما وجدوا و تقييم سلوكياتهم سواء بالعنف العدائي أو بالإنطواء و التغيير النفسي لديه و كتمانه للأمر بسبب التهديد و الخوف من المتنمرين و لا شك الترابط الدائم بين الآباء و المعلمين كونهم يقضون معظم الوقت بعيدين عن رعايتهم المباشرة .. كما أن المسؤولية تقع على عاتق المدرسة بوجوب اتخاذ الإجراء الرادع للمتنمرين و عرضهم على معالجين نفسيين بما فيهم الضحايا حتى لا يتفاقم الأمر إلى القتل أو الانتحار و حالات كثيرة أخرى مثل الاعتداءات الجنسية و تصويرهم بأي مظهر مشين وتهديدهم بفضح أمرهم لتبقى السيطرة و السلطة بأيديهم.. فكم من الحالات حدثت فعلاً جراء إهمال المسؤولين عن الأطفال و المراهقين سواء من الأهالي أو المعلمين و لا يعلمون بالطامة الكبرى إلا بعد فوات الأوان..