سرايا -

عمان ـ سرايا - من نايف المعاني- تصادف ا اليوم  الذكرى الثامنة لرحيل الاستاذ حسن التل رحمه الله، حيث انتقل الى رحمة الله تعالى اثناء مشاركته في احد المؤتمرات الاسلامية بطهران عام 2001م، ويعدّ الاستاذ التل من ابرز روّاد الصحافة الاردنية، ومن أهم المفكرين وكتاب المقالة الاسلامية المعاصرة، وقد أصدر في مطلع السبعينيات جريدة "اللواء"، وكان امينا عاما لجمعية العروة الوثقى، واحد الاعضاء المؤسسين لحزب جبهة العمل الاسلامي، كما شارك بتأسيس رابطة الوعي الاسلامي والجبهة الاسلامية ومجلس المنظمات والجمعيات الاسلامية في الاردن. حمل الاستاذ المرحوم حسن التل، على مدى اكثر من اربعين عاما هموم الدعوة الاسلامية، وشارك في مئات المؤتمرات والملتقيات الاسلامية، وكتب وحاضر في مختلف القضايا التي تشغل المسلمين اليوم، ووصف بأنه من اشدّ الناس دفاعا عن الحق، وجرأة في طرح الموضوعات، وقدرة على التقريب بين الاراء والاتجاهات المختلفة، كما تميزت افكاره بالاعتدال والدعوة الى التفاهم والحوار، ونبذ التعصب، والانفتاح على العالم بوعي ومعرفة، والايمان بنهضة الامة وبمشروعها الحضاري، وقدرتها على تجاوز واقعها الراهن. كما تصدى الاستاذ حسن التل رحمه الله، للهجمات التي استهدفت الاسلام، ودافع عن رموزه وعن قضايا المسلمين في شتى انحاء العالم، وأتيحت له زيارة العديد من دول العالم والتقى كبار قادتها ومفكريها واختلط بشعوبها وساستها، وحظي باحترام كبير في الاوساط الفكرية والسياسية، وتميز بتقديره لافكار ومواقف المختلفين معه فكريا، مما زاد اعجابهم بصدقيته ونزاهته، وبشجاعته الفكرية، وبما اتصف به من سمات انسانية فريدة. كان المرحوم الاستاذ حسن التل شديد الاعتزاز بالاسلام، ومواكبا لمسيرة معظم الحركات والدعوات الاسلامية، وحريصا على الدفاع عن قضية فلسطين، وقد شارك في المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس منذ تأسيسه، وأصدر بعد هزيمة عام 1967 كتابه >الهزيمة: اسباب وتبريرات< كما كتب في القضية الفلسطينية، ورأى أن العلاج الوحيد لهزيمة الامة هي العودة الى الاسلام الحقيقي بأصوله الفكرية والمسلكية والالتزام بوحدة الامة ومواجهة كل ما يتهددها من اخطار التبعية والتقسيم او الركون الى الاحباط والانغلاق. كما ساهم الاستاذ التل رحمه الله في اثراء مختلف الحوارات على الصعيد المحلي، وناقش وحلل كثيرا من القضايا الوطنية، ودافع عن حرية الصحافة، وكتب عن ابرز الشخصيات الاردنية، وتناول اداء المؤسسات العامة والاحزاب، وحاور وعقب على افكار ومقالات ابرز الكتاب والمفكرين والسياسيين الاردنيين والعرب وعلى مستوى العالم. واظب المرحوم الاستاذ التل على الكتابة الصحفية، وقد حظيت زاوية >الكتابة خارج الزمن الرديء" التي كانت تنشرها صحيفة الدستور بتقدير وردود واصداء واسعة، واصدر اكثر من عشرة كتب، من ابرزها "التلوث الفكري"، "الزعامة المميزة" "ولكنكم غثاء"، طالمخابرات المركزية وتدبيرات السماء"، "الشهود"، "آيات سلمان رشدي الشيطانية"، "الانبياء الكذبة"، كما جمعت مقالات الراحل بعد وفاته في عدة كتب منها: "الشهيد والشهود"، "امة على الطريق: رؤى فكرية". وصدر عن المرحوم التل كتاب "حسن التل: الفكر السياسي والتجربة الاعلامية" ناقش بالتحليل افكاره السياسية ومواقفه الفكرية.

 رحم الله الفقيد الاستاذ حسن التل، واسكنه فسيح جنانه. انا لله وانا اليه راجعون