حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30924

أسميّتها تالية ..

أسميّتها تالية ..

أسميّتها تالية  ..

22-01-2014 11:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صفوت سامي حميدات
اتذكر تماما ذلك اليوم .. كأنه حدث اليوم .. إنه اليوم الساس والعشرون من شهر كانون ثاني من عام ألفين وأحد عشر .. كان يوما وليس له في الأيام قرين أو مثيل .. اليوم انحنى التاريخ .. وقبلت السفن الموانئ .. فتبسمت البحار .. وتراقصت الامواج .. وباتت تعزف الاشجار روائع الانغام على اوتار الخمائل ..

جاءت بعد انتظار دام ست سنوات .. كانت عندما هلّت وهج نور وأمل وحياة كاملة .. كانت وما زالت نورا يضيء عليّ حياتي .. كلما رأيتها ونامت في حضني .. وتسللت من فراشها لترقد بجانبي أشعر بشعور لم أجده مع أي من قبل .. لقد بلغت في المحبة شأوها .. وكانت ألأعز و ألأغلى ..

تنور سماء حياتي .. فتحيل الظلام ضياء وبهاء وها انت تفعلين ..ما أجمل تلك السنة حين أشرقت خيوط الشمس الذهبية معلنه ميلاد ابنتي الغالية .. قررت أن أسميها تالية .. وكتبت فيها الأيام أجمل القصائد .. فكل يوم عندما تأتيني صباحا تمنحني أملا جديدا رغما عما في النفس من شقاء وعذاب .. أجدها تلك النسمة التي أرهفت الروح وأزاحت الهم والنكد .. إنها الغالية تالية ..

أحيانا أكتب فيها ابيات من الشعر ..هي في العدد قليلة وفي ميزان الشعر ركيكه .. وفي إحدى تلك المحاولات كتبت فيه قصيدة .. إن لهذه القصيدة حادثة طريفة .. ولها مصادفة عجيبة .. فقد كتبت هذه القصيدة .. وذكرت في مجموعة أبيات حروف اسمها .. وبعثت بها لأحد أصدقائي الذواقة بالشعر والأدب .. فاكتشف أن حرف اللام والتاء لم يكون لهما نصيب في القصيدة ..تأملت النص جيدا، فعلا .. لا وجود لحرف اللام والتاء .. إنها اية إذن .. يا لتلك المصادفة .. تالية واية في الوقت ذاته .. لعلها كانت رسالة غير مباشرة من لدن الغيب .. بأن غاليتي وحبيبة قلبي ابنتي غالية هي الاية ... وإنها والله لكذلك هي ..!!

اعتادت مساء كالعاشقين! أن تأتيني بوردة جورية .. وتناديني بصوتها العذب وكلماتها .. بحروف لم تتقن صناعتها بعد .. كل مساء تداعبني وتسهر معي .. وتغفو بجانبي .. تحدثني بحديثها الطفولي حول تلك الأغاني التي نسمعها سوية.. فتقول لي "بابا أنا بحبها هاي"، فنظل نسمع ونسمع ونتحدث ونردد معا أغنياتنا المفضلة حتى ننام أو تنام ..

إنها ابنتي وحبيبتي وغاليتي ووردتي التي تفوح بكل شوق .. لولاها لما استطعت المقاومة أكثر ما تسربل في الروح من وجع وألم وهم .. هي وحدها من يعطيني قوة الاحتمال والصبر وتحدي الصعاب .. ألم تأت بعد ست من السنوات .. إذن ما زال هناك متسع من الأمل .. هكذا يعلمني مولدها وبهاء نور وجهها وحروف كلماتها المبعثرة هنا وهناك ..

جاءت السنة الثانية .. وأنا كما أنا أحبها وأزداد لها حبا .. إنها تنتظرني كل يوم عند عودتي تلقاني بقبلتها .. كأنها تحاول أن تستردّ قبلتها الصباحية .. أو تطمئن عليها بأن تلك القبلة ما زالت حيث وضعتها لم تغادر وجه أبيها .. فيا لله كم هي جميلة ومرهفة وغنائية وموسيقية بارعة ..

ابنتي الغالية تالية .. كنت قد مررت بايام قد منعت القلم أن يكتب .. أو يخط شيئا .. فخَفَتَ في دقيقة واحدة .. نعم يا ابنتي خفت ولم يتلاش .. رقد قليلا ليعاود الاتقاد والنهوض قويا شامخا وقد لاح بريق من الأمل .. ، فمولدك حياة .. وقدومك بعد سنين ست عبرة .. وإني كنت لمنتظر مجيئكِ في قابل الأيام ..

أتعلمـين يـا ابنتـي .. يـا أغلـى مـا أمـــلك .. أن شـموع عـيد مـيلادك .. تــُضـاء من نبـض القــلـب .. ولهفــــة الـروح .. وفسحـــة الأمـــل .! عندما ولدت يا صغيرتي .. فرحت بك كثيرا .. زرعتك برعما في قلبي .. ورويتك من شراييني ودمعي حتى شببت وغدوت زهرة تفوح عطرا وسحرا وجمالا ..

ها أنا ارفع اكفي إلى رافع السماء بلا عمد .. وأدعو الله أن يجعلك عند حسن ظننا بك وقرة لاعيننا .. وأن يشملك برعايته ويحرسك بعينيه اللتين لا تناما .. وان يحفظك من كل سوء وداء .. ومن كل علة وآفة .. وان يحميك من شر حاسد إذا حسد ..

كل عام ويوم وأنت الاية والغالية أيتها الزهرة الفاتنة عطرا وعبقا وجمالا ملائكيا طاهرا .. أحبك يا ابنتي ..








طباعة
  • المشاهدات: 30924
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم