22-01-2014 11:12 AM
بقلم : إسراء أبو جبارة
حول ما تقوم به المؤسسات و المنتديات و الهيئات التي تختص بإعداد الحلقات النقاشية و الندوات وورشات العمل و بشكل موسع المؤتمرات .. و التي تنظر بعين واحدة و تحتضن الظواهر التي تطفو على سطح المجتمع وتعتبرها الهدف الرئيسي للعمل و الحديث الجدي فيه.. حيث تتم الدعوات وتوجيهها إلى نبذة من الاختصاصات و من ذاتها.. و للأسف أن الضيوف المتحدثين و يرأسون تلك الجلسات هم من سعوا إلى تدمير الصروح الكبيرة عند استلامها.. و مع ذلك نعتبرهم ذوي الخبرة والاختصاص كونهم هم وليس غيرهم .. و الحديث يطول حول الخبرة الشخصية وكأنه المُعاني الأكبر في المجتمع بسبب المسؤولية و ليس بسبب الخوض في المعاناة نفسها والتقصير..
أما من ناحية الجمهور الذي يتلقى من هؤلاء الفشل ذاته و المعاناه ذاتها و الإهمال ذاته .. هم الفروع التي خرجت من الجذور ومن بذور البرامج و الاستراتيجيات التي زرعت بالأسلوب و النهج الخاطيء الذي اتبعه المسؤول .. لأنهم يتكلمون عن المشكلة و ليس المعاناة ذاتها..
و كون وجودي بينهم في تلك الجلسات الحوارية و النقاشية .. كمواطن عادي يهتم بشؤون الوطن واهتمامي كله يصب فيما يتحدث الرئيس و يتلقاه المرؤوس و من ثم أبحث عن الفائدة المرجوة من تلك الجلسات .. ليتضح لي بأن المشكلة الرئيسية فيمن ينظم تلك الجلسات و هو الإصرار على غياب الجزء الأكبر من الهدف و هم أفراد المجتمع - و هذا لا ينم عن معرفة بل عن جهل - فهم يتحدثون عن أمر في غاية الأهمية و من الضروري أن يصل إلى الفئة التي يتكلمون عنها و هم أصحاب الفكر و الحلول فعلياً .. أما الهدف الذي يتبناه المسؤول في طرح قضية كبيرة تختص بتلك الشريحة توثق في دفتر من أجل الخوض بحوار الرفض أو التحفظ.
لا نريد تغيير قانون و العبث في الدستور بل الهدف الأسمى هو التوجيه نحو الإصلاح و التغيير ولا يتم إلا من خلال التجديد .. إلا أن تردد الوجوه و المناصب في كل مرة .. لا تحل المشكلة بل تتفاقم بالخارج و تتقلص داخل الجلسات .. الجميع لديه الوعي بالمشكلة و لديه أسلوب في الحوار و حبذا لو فتح المجال لذوي الاختصاص في المعاناة من المجتمع نفسه ليسمعه أصحاب المعالي والسعادة..
فلماذا الشريحة المستهدفة من الشباب هم الطلاب الذين يلتحقون بالمقاعد الدراسية في كافة مراحلها.. ؟ لماذا هم و هم في صروح تربوية و تعليمية و تحت مسؤولية وزارة مختصة بالتربية والتعليم و من واجبها احتضان انجازات الشباب المتميزة وتنمية الضعيفة منها، فتلك المؤسسات المهتمة بالفئة الشبابية تحمل عبئاً كبيراً عن الوزارات مما أظهرت سوء إدارتها على الساحة وأخلفت البطالة و غياب الهيبة و العنف و التنمر في مؤسسات تعليمية و أهملت من هم في أشد المساعدة للالتحاق بالعلم و العمل.. فمن هو الشاب ضمن الاهتمام هل هو المحظوظ أم المهموم.؟
أين أنتم من هؤلاء الذين لم يسعهم الالتحاق بالتعليم لأي سبب كان سواء الفقر أو عدم الرغبة أو لم يلتحقوا بسوق العمل كونهم بلا حرفة أو خبرة ..؟ هؤلاء هم المعانون الفعليون من الضغط المجتمعي والتربوي والاقتصادي.. هؤلاء هم الفئة المستهدفة التي يجب أن يلتفت إليها المسؤول وتلتفت إليها المؤسسات التوعوية من أجل إرشادهم و ضمهم إلى أحضان المجتمع السوي و عدم إهمالهم كونهم الأرض الخصبة للإنحراف ولنتحاشى مرحلة التأهيل عند وقوع الجرم و إنزال العقاب .. فالوقاية خير من قنطار علاج ... فأين نحن من الوقاية..؟ وأين نحن من سيادة القانون و العدالة في الحقوق.. وأين نحن من تكرار الخطأ وعاقبته الفشل لعدم وجود الفئة المهمة إن صح القول بأنهم الضحية.. والسبب أنهم ينظرون للمجتمع بعين واحدة..؟!
في المحصلة نحن جميلين جداً عندما نتحدث بفكر ووعي .. و لكننا خسرنا هذا الجمال عندما لا نجده في النتائج و لن نجده بهذا النهج المتكرر الذي أظهر العيوب .. فنحن نهتم بالمتعلم ونهمل من هم لهم الأثر الأكبر في نشوء ظاهرة غير حضارية في المجتمع من بطالة و إجرام و إدمان وعنف وغيرها وتلك الظواهر هي انعكاس لعدسة سوداء ارتدوها فرأوا الظل و غشوا النور باعتباره المستقبل المشرق لشبابنا..