حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,12 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 18028

تجّار "الخردة" في غزة يبكون عصر الأنفاق "الذهبي"

تجّار "الخردة" في غزة يبكون عصر الأنفاق "الذهبي"

تجّار "الخردة" في غزة يبكون عصر الأنفاق "الذهبي"

24-01-2014 07:52 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - لو قيل للغزاوي صالح سالم (51 عامًا)، قبل سبعة أشهر من الآن، أنك ستتوقف عن تصدير 20 طنًا من الحديد الخردة يوميًا، وستقضي ساعات يومك، تحدق النظر في أطنان بضاعتك المطروحة أرضا، دون بيع أي شيء منها، ما كان ليصدق هذا الكلام.

فقبل أن تبدأ مصر بحملة هدم الأنفاق، بداية يوليو/ تموز الماضي، (عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من قبل الجيش، وبمباركة قوى سياسية تمثلت في بعض الأحزاب والحركات، ودينية، تمثلت في الأزهر والكنيسة المصرية)، لم يكن يجد سالم وقت فراغ لنفسه، من بين ساعات عمله المتواصل في تقطيع، وحزم أكوام الحديد استعدادًا، لتهريبها لمصر عبر الأنفاق، ولكن الحال تبدل الآن وفقد مصدر رزقه الوحيد.

وأنفاق غزة حفرها الفلسطينيون بشكل سري تحت الأرض على انخفاضات كبيرة تصل إلى 20 مترا، وتتركز تحت الشريط الحدودي، الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وتستخدم لتهريب السلاح والدخان والمنتوجات الغذائية.

ونشطت عملية حفر الأنفاق بعد انتفاضة الأقصى الثانية (اندلعت في 28 سبتمبر/أيلول عام 2000، بمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عقب دخول رئيس وزراء إسرائيل الراحل ارئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، واستمرت حتى 8 فبراير/شباط 2005)، حيث اتخذت بعض العوائل عملية الحفر كمهنة تقوم بها لحساب أشخاص يتولون توفير المكان مقابل مبالغ مالية تصل إلى عدة آلاف من الدولارات، وشن الجيش الإسرائيلي عشرات العمليات لتفجير هذه الأنفاق.

وقال سالم لوكالة الأناضول: "مصر كانت سوقًا جيدًا لنا، بعد فقداننا السوق الإسرائيلي بسبب الحصار، حيث كان يسمح لتجّار الخردة في غزة بتصدير ما يشاءون عبر الأنفاق، والآن عملنا متوقف تمامًا منذ هدم الأنفاق، وتكبدنا خسائر مالية، فلا سوق محلي لتجارتنا، لعدم وجود مصانع قادرة على صهر الحديد وإعادة تدوير المعادن".

والخردة كلمة تطلق على الحديد، والمعادن غير المستعملة، كالأجهزة الكهربائية القديمة، أو المعادن غير المستخدمة، كالنحاس، والألمونيوم، والبلاستيك.

سالم الذي خسر نحو 200 ألف دولار، منذ يوليو/تموز الماضي، بسبب هدم مصر للأنفاق، كان يصدر نحو 40 طنًا من الحديد لإسرائيل شهريا، قبل أن تفرض الأخيرة حصارا على غزة عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وتشديدها الحصار عقب اختطاف حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام نفسه.

وسرّح سالم 15عاملاً كانوا يعملون لديه بشكل دائم، فضلاً عن مورّدي الحديد له، الذين كانوا يجوبون أحياء غزة بشكل يومي، ينادون على من يرغب في بيع الخردة.

أما التاجر علاء فروانة (37 عامًا)، الذي يقضي يومه متجولا كعادته بين أكوام بضاعته، التي لم يبتع شيئا منها منذ هدم الأنفاق، فقال للأناضول: "بعد هدم الأنفاق كنا نشتري الخردة، على أمل بأن يسمح لنا بالتصدير، ولكن الآن لا مجال لشراء أي شيء".

وأضاف فروانة: "مستعد أن أبيع بضاعتي بنصف الثمن، فأنا أحتاج لسداد بعض ديوني، وتوفير لقمة العيش لأبنائي فهذا مصدر رزقي الوحيد".

وتابع فروانة: "اشتريت كميات كبيرة من الخردة، بأسعار مرتفعة، وما يضاعف خسارتي انخفاض الأسعار للنصف".

ويتذكر أيام التهريب عبر الأنفاق قائلا: "لم نكن نتقيد بكميات في التهريب، فبقدر ما تستطيع أن تهرب فهو مسموح لك، لكن الآن سرّحت 6 عمّال كانوا معي، منذ أن توقف العمل بالأنفاق".

ووصلت معدلات البطالة في غزة خلال الربع الثالث من عام 2013 إلى ما يقارب 37%، بعد أن كانت 27%، بحسب الأرقام المعلنة من قبل وزارة العمل في حكومة حماس المقالة بغزة.








طباعة
  • المشاهدات: 18028

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم