بقلم : منور أحمد الدباس
ليس من عاداتنا وأخلاقنا وقيمنا كمسلمين ان نتشفى بمن يصيبه الموت ونقول دائما (لاتجوز على الميت الا الرحمه ) ، لكن الأمر يختلف كثيراً حين اكتب عن قائد عسكري وسياسي صهيوني مارس في حياته العسكريه والسياسيه ابشع انواع الإرهاب منذ ان كان يقود العصابات السريه الصهيونيه ومعه اسحاق شامير ومناحيم بيجن وموشي ديان الأعور، وغيرهم في فلسطين ، ومن هذه العصابات الأرهابيه ( الهاجنا، عشاق صهيون، احباء صهيون) وكانوا يعتدون على الشعب العربي الفلسطيني في المدن والقرى الفلسطينيه . ولعلي اتعرض بإيجاز الى الجانب السياسي والعسكري في حياة هذا القائد المجرم الذي اطلق عليه الصهاينه لقب البلدوزر لشجاعته وجرأته على التدمير وقتل الأبرياء ، والذي قُتل على يديه الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ من ابناء فلسطين ، وذلك لكونه يتغذى على الإرهاب وسفك دماء الأبرياء من ابناء العروبه .
فالجانب العسكري والذي يكشف قدرة هذا المخلوق على اقدامه على سفك الدماء والتدمير، حيث ارتكب هذا المجرم كثيرا من المجازر التي سجلت في تاريخ القضيه الفلسطينيه ، فقد ارتكب في بداية حياته العسكريه مجزرة قبيه 1953 والسموع عام 1966 ومجزرة جنين 2002 والأسرى المصريين 1967 ومذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 وغيرها من المجازر التي كان يقودها ذلك المجرم السفاح مع الطغمه العسكريه التي كانت تساعده ، وقد كان عدوه اللدود ياسر عرفات حيث كان شارون يحاصره في المقاطعه بعد تدميرها وقطع الكهرباء والإتصالات عنها إلى أن مات مسموماً ، والشيخ ياسين الذي امر بقصفه من الجو وهو على كرسي المعاقين ذاهب الى المسجد لأداء صلاة الفجر ، والرنتيسي وكثيرا من القاده الفلسطينيين المناضلين الشرفاء قد لقوا حتفهم على يد هذا المجرم شارون ،ومن الجدبر ذكره أن منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقيه قد علقت على موت شارون قائله:(من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول امام القضاء لدوره في صبرا وشاتيلا وإنتهاكات أُخرى لحقوق الإنسان) ، وأعلق على ذلك قائلاً: كل هذا الوقت وأنتم في حقوق الإنسان صامتون ، الا يعتبر هذا صمتاً مفضوحاً وتواطؤ مريب ؟!! فجرائم القاده الصهاينه الأحياء والأموات هي موجوده وموثقه لمن يريد .
وفي عهد الرئيس عباس الذي كان كثيراً ما يتعرض للتهديد من قبل شارون حين تُطلق صواريخ القسام من قطاع غزه على جنوب فلسطين وتطال المستوطنات الصهيونيه ، او حين تحدث عمليه انتحاريه تهز الكيان الصهيوني في تل ابيب وباقي مدن الكيان الصهيوني بعدها مباشرة يتعرض رئيس السلطه الفلسطينيه ومعاونيه لتهديدات شارون السفاح المجرم ويتوعده بالقصاص اذا لم يصفِّ المقاومه في الضفه وقطاع غزه ، وبمعنى آخر احداث حرب اهليه بين الفلسطينيين لتصفية المقاومه وإسكاتها ، لكن المقاومه استمرت في قطاع غزه بعد انسحاب اسرائيل الكامل منه ، وبقيت صواريخ المقاومه في قطاع غزه تدك المدن الصهيونيه وتنشر الرعب بين قطعان المستوطنين الى ان تم تثبيت هدنه مفتوحه بين العدو الصهيوني والتوافق بين جميع فصائل المقاومه الفلسطينيه عليها وقد تم احياء هذه الهدنه من بعد ما اصابه المرض الذي وضعه في غيبوبه ثمان سنوات .
اما الجانب السياسي والأستيطاني فقد شغل المجرم مناصب سياسيه كثيره وفي شتى الميادين ، وترأس حزب الليكود اكثر من مره ، وهزم نتنياهو في رئاسة حزب الليكود ، ثم انشق عن حزب الليكود وأسس حزب جديد اطلق عليه اسم كاديما ، ثم فاز حزبه في الإنتخابات الرئاسيه امام حزب الليكود ، وكان شرساً جداً في اتخاذ القرارات التعسفيه ضد الشعب الفلسطيني ، ورغبته الجامحه للتوسع في بناء المستوطنات لقطعان الصهاينه الذين جاءوا الى فلسطين من كل بقاع العالم ، وكان يجمع المال الوفير لها من المنظمات اليهوديه المنتشره في العالم وخاصه امريكا ودول الإتحاد الأروبي ، وقد زاد في الإستيطان حيث بلغ الإستيطان في الضفه وخاصه القدس الشرقيه ذروته حين كان وزيراً للإسكان ، والتي نمت وانتشرت تلك المستوطنات في كل مدن الضفه الغربيه المحتله ، ولم يستطع أحد لجمه عن مشاريعه في الإستيطان حتى مجلس الأمن الذي يصدر قرارات يشجب بناء المستوطنات ويعتبرها غير شرعيه وعقبه قويه تعيق عملية السلام في المنطقه ، والذي لايزال يبطله اكثر من مره ويقف له بالمرصاد الفيتو الأمريكي المنحاز بالكامل الى العدو الصهيوني ، حيث تعتبر امريكا أن مسألة بناء المستوطنات في فلسطين شأن اسرائيلي داخلي لا تسمح لأحد التدخل فيه . واستطاع هذا المجرم في زمنه جلب قطعان اليهود بلألاف من شتى الدول لتوطينهم في فلسطين المحتله ، وخاصه من الأحباش اليهود الذين هم من جذور يمنيه قديمه وكذلك استطاع جلب 3000 يمني يهودي الى الكيان الصهيوني مقابل ملايين الدولارات التي دفعت للقاده اليمنيين في الجنوب والشمال ، وقد وصلوا الى الكيان الصهيوني على دفعات وعلى فترات زمنيه متباعده حتى يتجنبوا إثارة ضجه قد تعطل عملية التهجير السريه برمتها في داخل اليمن وخارجه ، ورغم إحاطة العمليه بالسريه التامه إلا أن الإعلام قد كشفها في مراحلها النهائيه .
وكانت رغبة شارون المجرم ومستشاريه الصهاينه في ذلك بحجة ان نسبة الإخصاب لدى اليمنيين عاليه جدًا ، وقد ثبت ذلك فعلاً وتبعاً للإحصاءات الصهيونيه فقد كان من اشتروهم من الحبشه واليمن هم الأن يشكلون نسبه عاليه من الوافدين اليهود ولهم مستوطنات خاصه بهم ، وكثيرا ما اشتكوا من التمييز في معاملتهم مع يهود الغرب والشرق حيث يستعمل معهم التفرقه العنصريه ، هذا يهودي اسود وهذا ابيض ، ولم يستح احد الصهاينه حين وصفهم بالصراصير إلا أنهم حين وصلوا اسرائيل اصبحوا آدميين من خلق الله ، ونسي او تناسى هذا الصهيوني وكل الصهاينه المحتلين لفلسطين العربيه انهم من ابناء القرده والخنازير ، وأن الله سبحانه وتعالى قد وصفهم في الكتب السماويه بالمفسدين في الأرض وبقتلة الأنبياء والمرسلين .
كل هذا حصل في عهد المجرم شارون والذي زاد شططاً في كرهه للعرب حيث وصفهم بالحيوانات التي نزحت من اليمن ومن الجزيره العربيه حين شح الماء والغذاء ، وحلوا ضيوفاً على ارض الميعاد اسرائيل التي هي من الفرات الى النيل ، لكننا في وقتنا الحاضر الغابر وللأسف الشديد القاهر قد خرج من بين ظهرانينا من يتفوق على شارون المجرم ، وخاصة ما يحدث في سوريا حيث بشار المجرم الذي قد تَفوّق على شارون في الإجرام ، لكن الفارق بينهما أن شارون المجرم قد ساهم في بناء وطن لليهود وهو بطل حقيقي بين شعبه ويهود العالم ، أما بشار وطغمته الفاشيه فقد شردوا وقتلوا شعبهم ودمروا وطناً من أجل كرسي الحكم ، والإستمرار في تقديم الخدمات لإرضاء يهود ، وثمناً لتثبيته وإبقائه على هذا الكرسي اللعين ، والذي رفض الشعب السوري وبنسبة تفوق 90% منحه الشرعيه في الحكم .


dabbasmnwer@yaho.com