26-01-2014 09:53 AM
بقلم : ابراهيم ارشيد النوايسة
ربما أن الأحداث الجارية على الساحة المصرية والتي تعتبر بمثابة العمق الأستراتيجي للأمة العربية قد تطورت كثيراً باتجاه الهاوية وأعتقد بأنها قد خرجت عن نطاق السيطرة من قِبل الأجهزة الأمنية والجهات العسكرية المصرية ، وقد فشلت جميعها في رأب الصدع للحيلولة دون تفاقم الأمور .
كنا نتحدث دائماً وأبداً بأن أي موضوع لا يطرح على طاولة المفاوضات مع القوى المعارضة والموالية سيؤدي بالنتجية الحتمية إلى تطور أعمال العنف إلى حد الوصول للحرب الأهلية، ونحن نرى بأن بما جرى على الساحة السورية نتيجة تصلب القوى الحاكمة ، وعندما لم تستطيع القوى الأمنية بظبط الشارع السوري وتأخيرها في تحقيق طموح الشعب في استحقاق مطالبه في الحرية والكرامة وتهميشه ، لجأت القوى المعارضة إلى المواجه بالأسلحة لأننا نؤمن بالمعادلة القائلة بأن معالجة الخطأ بالخطأ خطأ .
كما انه من المعروف والواضح بأن الأمن لا يجلب إلا الأمن والدم لا يجني إلا الدم بالمحصلة العنف لا يأتي إلا بالعنف ، وإنني أتسائل أما آن الأون لهذه الأنظمة الحاكمة المستبدة بأن تعقل وتعلم بأن الشعب أقوى من كل أجهزتهم وأسلحتهم الفتاكة .
أعتقد بأن الأنتفاضة السورية بدأت بالأحتجاج والأعتراض فلم تواجه إلا أجهزة قمعية ، فوصلت الأمور إلى ما نراه من قتل الألاف المؤلفة من القتلى والمشردين .
انعكست الحالة السورية بظلالها على الأردن فما يجري من حولنا ينعكس علينا سواءً رضينا أو رفضنا ، الأردن جراء الأزمة السورية دفع ضرائب باهضة الثمن ، وكذلك في الأزمة العراقية ، بل في جميع أزمات الثورات العربية (الربيع العربي).
إن زيارة وزير الداخلية المخضرم حسين هزاع المجالي إلى جمهورية العربية المصرية لن تغني ولن تسمن من جوع لأن الأمور قد خرجت عن السيطرة وتحول شارع المظاهرات المصرية الذي قُمع في رابعة العدوية وفي غيرها من الميادين والساحات بالقوة العسكرية وما جرى من مسلسل اعتقالات وتضامن الأعلام المصري مع مع من أراقوا دماء المصريين ، تحول هذا الشارع إلى شارع مسلح عندما يأس من النظام المصري الحالي وأدواته ، وقد بدأ كما بدت الحالة السورية في مسلسل من التفجيرات والتمرد والعصيان .