25-06-2008 04:00 PM
لم أدافع طوال مقالات كثيرة عن شخصيات رسمية سوى قليلا جداً مقارنة مع الذين انتقدتهم ومع ذلك كنت في تلك المرات أيقن تماما بأني سوف أتلقى كلمات وتهم معلبة .فالبعض البعض يظن أن الكتابة هي ردح وبحث مستمر عن كل سلبية وشم الأشخاص لتفريغ الكبت والحقد . وإذا امتدحنا شخصا مميزا أو دافعنا عن موقف تبين لي أو لغيري إن ما كتب عنه خاطئ تلقى التهم المعلبة ( مأجور –فارغ فكريا –ضحل فكريا -منافق) مع ذلك أهتم بكل تعليق يضع تحت أي مقالة أحترم وجهة النظر الأخرى حتى لو كانت تهمة أو شتيمة لأن كل إناء بما فيه ينضح ومع ذلك أتمنى في معظم الأحيان أن أتلقى جملة مفيدة تناقش محور المقال ثم تتبعها أي تهمة وهذا لإقناعي وإقناع القراء المعتدلين أني حقا أنافق أو أن ملامح المقال تدل على أجر مدفوع من الجهة الممدوحة وأدعوا أي قارئ أن يفضحني أو يفضح أي كاتب يفعل هذا. ففي مقالتي السابقة التي تكلمت فيها عن سبب الهجوم غير الطبيعي على باسم عوض الله ونوايا مهاجميه التي لا تصب في حماية البلد وشعبه و ممتلكاته بقدر حماية مصالح شخصية وتصفية حسابات ضيقة تلقيت أكياسا من التهم أقلها أني مأجور لكتابة هذه المقالات وأقسم أني لم أقابل باسم عوض الله ولا أحد من معارفه طوال حياتي ولم يخرج المقال سوى من مطالعات الصحف والمواقع الالكترونية وتحليل ما يجري وأنا لم أعمل يوما بأي صحيفة وليس لغير الله علي فضل أي لم انتمي يوما لرئيس تحرير أو لمعلم صحافة ولكني تأثرت كثيرا بكتاب كبار وتابعت مقالاتهم وإذا كنت أتقاضى أجر على القصص و التحقيقات والمقالات التي اكتبها لبعض المجلات وصحيفة الغد فهذا عمل وأجر على تعب وكد مع أن تلك الأجور لا تفي ثمن كتاب . ل م أكن أود الرد أو التعليق على مثل هذه الاتهامات سوى أني أحببت أن أوضح حقيقة من يتهمني بالعلاقة الشخصية وأكتب عن موقف يهم الجميع وليس شخصي كتبت عنه كثيرا إلا أن جرحه ما زال ينزف لذا أجد نفسي مضطرا لكتابة المزيد حتى لا ننسى مؤامرة إعلامية حقيقية لن يفغرها الله لمرتكبيها. الشخصية الإعلامية الحكومية التي قابلتها في حياتي هو باسل الطراونة حينما كان مدير للمركز الأردني للأعلام ولم أعرف غيره سوى في بعض الصحف وإذا كان غيري استفاد من الحكومات السابقة من عطياها وشيكاتها فإني وبحمد الله لم استفد من باسل الطروانة سوى كنز كبير أن يكون حبي الأول للأردن وأحاول دوما أن لا أخجل بالدفاع عن الحكومة عندما يكون موقفها صائب أو تظلم شخصية إعلامية فانا لا ابحث عن مجد كتابي شعبي مهما اتهمت أو هوجمت لأن الكتابة إن كانت تخرج من ضمير وشرف مهني ستنال الأجر من الله سبحانه وتعالى وأنا دافعت عن باسم عوض الله وعن مواقف حكومية كثيرة ليس لأني أعرف أو حرضت من تلك الجهات ولكن لأن الدرس الأكبر الذي علمني إياه باسل الطراونة حديث رسول الله أن لا أكون إمعة إن احسنت الناس أحسنت وإن أساءوا أسئت . فخلال فترة قصيرة أرانا باسل أثناء رئاسته للمركز الأردني للأعلام بان لا ننظر للحكومة نظرة سوداء مسبقة لأنها أصلا خرجت من الشعب ومن يعمل بها هم مواطنون منا وفينا يخطئون ويصيبون . في كل يوم تعاملت به مع ذلك الرجل كنت أتعلم درسا كبيرا في محبة هذا البلد الذي يتفوق على كثير من البلاد العربية بالرغم من المؤامرات الخارجية وشح الموارد وغيرها . البارحة كنت حاضرا في بيت باسل الطراونة وكان هناك مزيج إعلامي عجيب أيقن أن الحكومة عاجزة عن لم الشمل الذي حصل في بيت الطراونة . فالحكومة التي تبحث عن إحياء المرحومة وزارة الإعلام والتي لم تنتبه إلى ملفات الكازينو وغيره سارعت إلى إغلاق المركز الأردني للأعلام . الحكومات السابقة التي فرقت الأعلام والإعلاميين بتحيزها لفلان على حساب فلان ونقلتهم من منصب إلى آخر ومدت الضعاف وأعطتهم الأعمدة المميزة استثنت الحجم الأكبر وقسمت من يفهم ومن لا يفهم حسب أهواء خاصة وليس حسب المقدرة التحليلية والعلمية للكاتب وبإمكاني الآن أن أعدد عشرات الأسماء من الكتاب الصحفيين المهمشين الذين لم ينتبه لهم سوى باسل الطروانة ويجمعهم مع الحكومة وهذا ما أزعج مصممو الشللية الإعلامية والذين يتخبطون منذ سنوات دون أن يستطيعوا تقديم ملف إعلامي واحد وللأسف نجد من يمدحهم ويدافع عنهم ويروج لهم دون أن نعرف على ماذا ؟ وصدقوني لم أكن أريد أن أدخل يوما بالكتابة عن ملفات كبيرة وشائكة لولا أني خجلت من تشويه سمعة مؤسسة مهمة مثل الديوان الملكي في موقع الكتروني اتهم الأردن يوما بأنه بلد لوطي لوجود البحر الميت فيه. في تلك الزيارة لباسل الطراونة رأيت كل الأشخاص الذين اختلفوا إعلاميا وحدثت بينهم مساجلات عميقة ولكنهم كانوا كالإخوة في بيت باسل تحدثوا عن القضايا الأكثر أهمية في الساحة وأكثرها مقال رجائي المعشر . وأود أن أقول بصراحة أن كل نجوم الإعلام كنت أراهم حولي في تلك الساحة الضيقة بعض الشيء من رئيسي تحرير الرأي والدستور إلى معظم رؤساء تحرير الصحف الأسبوعية التي يتفنن البعض في إهمالهم وإقصائهم إلى عدد كبير من الكتاب سيما الكتاب الساخرين من أحمد الزعبي إلى المجالي وشناعة وغيشان ونصيرات ومعم الكتاب اليومين المهمين وحتى بسام بدارين مندوب القدس العربي وسعد السيلاوي مندوب قناة العربية ومحمد الوكيل المذيع الأردني المعروف . أضاف لي باسل الطراونة الموظف الإعلامي الحكومي الوحيد الإعلامي الذي قابلته في حياتي درسا جديدا أن كل إعلامي أردني له لديه محبة للوطن ولكنه يختلف عن غيره في طريقة التعبير أولئك اختلفوا كثيرا وبثت المواقع الالكترونية والصحف سجالات طويلة من مشاكلهم ولكنهم اجتمعوا في بيت باسل الطروانة لسبب واحد لا أكثر وهي أنهم يحبون الأردن بصدق فلبوا الدعوة بصدق ومحيت خلافاتهم بصدق وخرجت من بته برفقة الصديقين كامل نصيرات وطلعت شناعة وقد أقسمت أن لا أتراجع عن فكرة أؤمن بها مهما خشيت سطوة مسؤول أو قسوة قارئ يكفيني أن أحب الأردن بصدق وادفع عن قضياه بصدق وكما امرنا جلالة الملك أن لا ننصاع يوما لسطوة المشككين . Omar_shaheen78@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |