حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28203

فيلم (عمر) لهاني أبو أسعد .. جماليات التشويق السياسي

فيلم (عمر) لهاني أبو أسعد .. جماليات التشويق السياسي

فيلم (عمر) لهاني أبو أسعد  ..  جماليات التشويق السياسي

27-01-2014 11:50 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - فيلم «عمر» هو واحد من بين احدث انجازات السينما العربية الجديدة، حققه المخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد باسلوبية متميزة، تكاد تتوازى مع نتاجات السينما العالمية، وفيه ينأي عن انماط السينما العربية الدارجة التي يجري فيها تغييب الجماليات والنواحي الدرامية.

تعاون على انتاج اكثر من جهة انتاجية من بينها صندوق انجاز في مهرجان دبي – نال جائزتين رفيعتين بالمهرجان في دورته الاخيرة - الامر الذي كفل له ان يستقطب اهتمام النقاد وشركات الانتاج السينمائي الكبرى بالعالم، وهو ما وفر له فرصة خوض غمار سباق جوائز الاوسكار لافضل فيلم اجنبي هذه السنة، التي سيعلن عن نتائجها الشهر المقبل، وهي فرصة ثمينة للسينما العربية لان تتبوأ مكانة لائقة في فضاءات الفن السابع بجدارة.

صورت احداث فيلم «عمر» في مناطق عديدة بالاراضي الفلسطينية، وناقش الوانا من الازمات والمشكلات التي تعصف بالناس هناك، وبرع المخرج في توظيف الجدار العازل الذي اقامته سلطات الاحتلال الاسرائيلية لتمزيق الاواصر بين افراد العائلة فضلا عن ارهاق افرادها بالمزيد من مكابدات الحياة اليومية وهمومها.

عاين الفيلم بعين سينمائية فطنة، بانت فيها حوارات شخوصه وادائهم الحرفي، احوالا لافراد وجماعات بشرية في الواقع الفلسطيني، وصاغها في حكاية درامية بليغة مشبعة بمفردات وعناصر تشويقية تتسم بجرأة المعالجة والشديدة التماسك والاقناع، وصبها في حبكة هي اشبه باللعبة البوليسية التي تنهض على المفاجاءات وزرع الفخاخ، قوامها مجموعة من الفتيان والشباب، وهم يجهدون في الوصول الى مستوى لائق من العيش والتفاني في اثبات الذات، سعيا الى تحقيق احلامهم البسيطة في الاستقرار والزواج، الا ان ثقل وطأة الاحتلال يأبى الا ان يظل فارضا سطوته وجبروته ومكائده عليهم، الامر الذي يغلق عليهم ابوابا كانت مشرعة امامهم، الى ان تبلغ الاحداث ذروتها في صدام حتمي.

يفتح الفيلم لقطاته الاولى على الجدار الفاصل، لدى محاولة احد الشباب تسلقه والانفلات منه، برغبة اللقاء مع فتاته خفية عن انظار الاهل والمعارف في الجزء الاخر من البلدة، لكن يحدث ذات مرة ان يقع في قبضة كمين اسرائيلي، وهو ما يجلب عليه سلسلة من المتاعب، التي تجبره وتدفعه الى اللجوء الى خيارات مصيرية تحكم على مستقبله.

في ايقاع جذاب متين، تتالى الاحداث، كاشفة عن حجم المعاناة والصمود لحفنة من الشباب الذين يجري تصيدهم بفعل الة عنف وجبروت الاحتلال، التي تعمل على تعقبهم وتسخيرهم كادوات يستفيد منها المحتل في وضع خطط تعمل على زرع بذور الشك والريبة بينهم .

ينهج المخرج ابو اسعد في الفيلم، الذي سبق ان ظفر جائزة لجنة التحكيم لدى مشاركته في مهرجان (كان) السينمائي الأخير في مسابقة «نظرة خاصة»، اساليب جمالية تستفيد من مكونات المكان سواء عبر مواقف تبين ازقة وبيوتات وساحات مفعمة بحرارة الاحداث، والحيوية في تقدبم اجواء المطاردات بين جنود الاحتلال وهؤلاء الشباب والتربص بهم، قبل ان تجري محاصرتهم والايقاع بهم، وبالتالي دفعهم الى اثارة الفرقة والصراعات والشقاق فيما بينهم، واكثر ما يتبدى ذلك في مشاهد السجن، حيث يجري تعريضهم الى اشكال من التعذيب واهدار كرامتهم، وصولا الى العبث بمصائرهم قبل تطويعهم.

بيد ان مثل تلك الوسائل التي تقوم على امتهان هؤلاء الشباب، لا تستقيم مع مطالبهم بالتحرر والانعتاق، لذا يختم الفيلم في واحد من المشاهد العنيفة، حين يتصدى فيها احد هؤلاء الشباب الى افشال ما عزمت عليه سلطات الاحتلال، لتنتهي احداث الفيلم بدائرة من العنف والعنف المضاد، الاتي من سؤال الصراع العربي الاسرائيلي ذاته الممتد منذ عقود.

قدم المخرج أبوأسعد جملة من الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية من بينها : «زواج رنا»، و»الجنة الآن» والاخير جلب انظار النقاد اليه لدى عرضه في مهرجان برلين العام ٢٠٠٥، وفاز بجائزة جولدن جلوب الأميركية لأفضل فيلم اجنبي، ثم رشح لاوسكار العام 2006.








طباعة
  • المشاهدات: 28203

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم