سرايا - سرايا - تكشفت خيوط الحادثة الغامضة التي ادت لمقتل السفير الفلسطيني في جمهورية التشيك قبل نحو اسبوعين بصورة مفاجئة بعدما أثارت الكثير من اللغط.

وتبين بان السفير الجمل، وهو واحد من احدث السفراء في الطاقم الدبلوماسي الفلسطيني، قتل متأثرا بجراح بالغة أصيب بها ليس من جراء عملية إغتيال، إنما من جراء محاولته فتح خزنة "مالية" تابعة لمقر السفارة، حاول الرجل منفردا ومن دون ترتيبات مع كادر الأمن فتحها سرا.

السفير وهو حديث العهد بالعمل الدبلوماسي، أمر بنقل الخزنة القديمة وعمرها يزيد على 33 عاما من مكتب السفير إلى منزله، ظنا منه أنها تحتوي على أموال أو ملفات أمنية وسرية.

لم يكن السفير يعلم بان الخزنة يوجد فيها بعض المتفجرات الدقيقة والذخائر والأسلحة التي سرعان ما انفجرت بعد محاولة فتح الخزنة، ولمس النابض الرئيسي فيها بطريقة غير آمنة وغير محترفة.

السفير دفع حياته ثمنا لهذه المغامرة، بسبب قلة الاحتراف، وتسبب بفضيحة بعدما استغلت أطراف معادية للفلسطينيين في جمهورية التشيك الحادثة، للحديث عن رعاية السفارة للارهاب وتخزين السلاح.

وفقا لمصدر مطلع تعود الخزنة إلى أيام الكفاح المسلح، وتحديدا أيام المرحوم صلاح خلف – أبو إياد- وكانت مخصصة لتخزين سلاح حرس السفارة، والكادر الأمني عند المغادرة في الإجازات أو السفر، وطوال الفترة الماضية لم يبلغ السفير الجمل بطبيعة محتويات الخزنة، خصوصا وانه سفير جديد ولم يسبق له العمل بمقر السفارة نفسها قبل وقوع الحادثة.

والخزنة كانت ملغمة بتقنية خاصة لأسباب امنية، ولم تكن خلافا لما أعلنه الإعلام التشيكي تحتوي كميات كبيرة من السلاح أو المتفجرات، ولا يوجد فيها مال او سندات وملفات سرية.

اللافت في الموضوع ان العناية الإلهية انقذت عائلة السفير، حين انفجرت الخزنة الملغمة في غرفة مجاورة لغرفة كانت فيها زوجة السفير الراحل وأولاده .

عمليا تمكنت السلطات التشيكية من الإطلاع على التفاصيل بعد الانفجار،لان السفير ماطل قبل ذلك في تحويل مقر إقامته المحاذي لمكتب السفارة إلى مواقع ذات حصانة دبلوماسية.(العرب اليوم)