29-01-2014 03:07 PM
بقلم : سامي شريم
إنها تحديات حقيقية بحاجة إلى رجال حقيقيون واصحاب رؤى وقرار في آن،إن ما يجري على الساحة المحلية والإقليمية والدولية من أحداث يستدعي حواراً وطنياً بين أطياف المجتمع الأردني ونخبه بعيداً عن العصبية والتعصب وتعطيل القرارات لأسباب واهية ، يجب أن يتحدث الجميع بصوت عالٍ وبدون مواربة المكاشفة هي الأساس في حل الإشكالات , ما يطرح على الساحة الآن مشروع كيري والذي يهدف إلى الاعتراف بيهودية الدولة العنصرية الاسرائيلية ولا أدري ما مدى مناسبة المفاوضات من حيث الزمان والمُعطيات ومدى ندية المفاوضين بإعتبارها شرط اساسي لنجاح المفاوضات ، فلا يمكن أن يجلس الأسد مع الغزال للتفاوض على مكان كل منهم في الغابة في هذه الحالة إذا خرج الغزال بمكان يتسع له جالساً القرفصاء ويضمن سلامته فهو المنتصر!!! إذا انعدمت الندية فلا مجال للتفاوض، لا يكون التفاوض لنيل الحقوق إلا بين الانداد اسرائيل تعتبر العرب كل العرب من مورتانيا بما فيها من امازيغ وحتى قطر المتهمة بالعمالة لامريكا واسرائيل هي عدوة في نظر اسرائيل ، استمعوا لما يتحدث به ساسة اسرائيل عندما يتحدثون عن الاستراتجيات وتحطيم الجيوش العربية والربيع العربي ودور الموساد وجيش الدفاع وكافة المؤسسات الإسرائيلية التي تعمل بتناغم متواصل ولنفس الهدف, ولننظر في المقابل إلى الطرف الفلسطيني وامكانياته المتواضعة والتي يعرفها تماماً كما يعرفها المفاوض الإسرائيلي الذي لن يمنح للفلسطيني حقاً يعتقد أنه يستطيع هضمه ومنعه منه وانكاره عليه وبذلك فإن أية مفاوضات إذا خرجت بنتائج فلن تكون إلا في صالح اسرائيل ولن تكتفي اسرائيل بهضم الحق بل وستضع شروطاً مستقبلية تضمن لها تمرير استراتجيتها الواضحة والمرسومة لعقدين قادمين في ظل غياب تام لرؤيا فلسطينية أوعربية أو أردنية لأشهر أو أيام ،عدا أن صانع السياسة الاسرائيلي ربما خطط وشارك في تنفيذ مستقبل المنطقة الذي بات مجهولاً لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم .
لا أُود الحديث والتوقع ولكن ما أراه أن مشروع كيري سيذهب إدراج الرياح كمشروع يارنغ وروجرز وسيسكو وكسينجر وغيرهم !! عندما كانت تقول اسرائيل نعم بنكهة لا وهي تعلم أنها تستفز القادة العرب ليخرجوا بلاءات ثلاث رداً عليها بدل لا واحدة وهو ما تريده اسرائيل بالضبط لتقول للعالم نحن نريد السلام والعرب يرفضون وهي تشاركهم الثلاث لاءات بألف لاء أخرى،إن المُتابع لتاريخ المفاوضات العبثية الإسرائيلية العربية يصل إلى نتيجة واحدة إن مخطط اسرائيل الكبري يسير حسب برتوكولات حكماء صهيون الذين ينفذون مراحلها في قفزات متأنية ومدروسة ومراحل خمسينية ( أي كل خمسين عام) ففي الخمسين عام الأولى من عام 1897م وحتى عام 1947 اعلنوا قيام دولتهم ، وفي الخمسين التالية حتي عام 1997 أرسوا دعائمها وهم وحتى عام 2047 سيرسخون التوسع والسيطرة والاعتراف بيهودية الدولة على أن تكون الدولة الأكبر في الشرق الأوسط مساحة وعدد سكان ولهذا كان مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي افشلته المقاومة العراقية ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أفشلته المقاومة اللبنانية وجاء مشروع الفوضى الخلاقة الذي لا زال يسير بثقة بدول المنطقة على طريق اليأس والتقسيم والجحيم وبذلك فإسرائيل ليست على عجلة من أمرها وهي ترى الأمور في صالحها فالفلسطنيون يزدادون ضُعفاً والعرب في طريقهم إلى الإصطفاف السني الشيعي ما سيذهب بالجميع إلى جهنم وبذلك فإسرائيل تعلم هذا وتسير ألهُوينا وامريكا أيضاً لم يبق لها هدفاً في المنطقة سوى اسرائيل بعد أن اصبحت مُصدّره للنفط ولم تعد بحاجة إلى نفط الخليج بل حاجتها إلى تدميره أشدّ للحد من نهوض المارد الصيني الذي يعتمد ب 96 % من انتاجه على نفط الخليج ، الأمور تجري كما تريدها اسرائيل وهي تراقب ولذا فإني أرى أن نلتفت إلى شرائح جبنة كيري لسندويشات الأولاد وننسى مشروع كيري!!!.
وبدون استباق لمشروع التوطين والتجنيس والإعتراف فالأمور تسير على غير هوانا وقد تستجدي الإعتراف من اسرائبل يوماً إذا ما استمر الحال على ما هو عليه فالضعيف من يبحث عمن يعترف به ليداري ضعفه مالذي يُجبر اسرائيل على الاستماع لنا قوتنا!!! أم تآمرنا !!! وشرذمتنا!!! أسلحتنا الرادعة !!! أم ضُعفنا وهواننا!!! من الذي يخشى الآخر وهذه حالنا نحن ؟؟! من الذي يُعطي الآخر نحن أم اسرائيل ؟؟! ولماذا تُعطينا اسرائيل حقوقنا؟؟ لايكون الحق إلا بالقوة ، أين قوتنا وهل نطلب العدل من اسرائيل هذه الدولة المسخ المتمردة والتي لم تخضع يوماً إلا لمصالحها ، وكم ضربت بالقوانيين والأعراف الدولية عرض الحائط!! هل احترمت اسرائيل يوماً اتفاقاً مع أي كان ؟! سوى الاتفاقيات التي ترعى كيانها وعنصريتها وعدوانها ، ألم تذهب إلى الأرجنتين لاعتقال أحد النازيين ضاربة القانون الأرجنتيني والدولي ألم تذهب إلى اوغندا وكندا ودول اوروبا وعمان لاغتيال مشعل وآخرها دبي حيث اغتالت المبحوح وبجوازات سفر مزورة لدول عظمى ؟؟! لم تكلف نفسها الاعتذار لها ؟؟! ألم ترسل بولارد للتجسس على حليفتها امريكا في عقر دارها وفي معقل إل سي إي إيه فأية حقوق يطلبها الفلسطنيون والعرب من اسرائيل وما رأي المتحدثين عن الوطن البديل أمام هذه الحقائق ؟؟ هل ستراعي اسرائيل وامريكا مصالح الأردن إذا ما قررت إقامة وطناً بديلاً ؟؟؟ أفيقو أيها السادة واعلموا أن أية مفاوضات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الخنوع واليأس والخذلان والتشرذم ، ولا طريق للوصول إلى الحقوق إلا بقوة ردع تخشاها اسرائيل عندها فقط نتحدث عن إيقاف مسلسلات العنجهية والعنصرية التي لم تُقدم لنا شيئاً يوماً سوى العنتريات الفارغة ، وهم يعدون ليبرمان الآن لقيادة الكيان الإسرائيلي بودي جارد ... ملهى ليلي... ليس لديه ما يخسره !!! ونعرف تماماً صلف وعناد وقوة هذا الرجل وكراهيته لكل ما هو عربي !!!.