29-01-2014 03:17 PM
بقلم : أنس بكر الحراحشة
بالبداية أود ان أشير الى أن عنوان مقالي هذا مقتبس من احدى المسلسلات التي كانت تبث على شاشة التلفزيون ، وتدور أحداث هذا المسلسل عن شابين أخذهم الضياع الى أوسع أفقه وأبعد مداركه حيث كانا يتفننان بأساليب الصياعة والضياع ، وبالواقع واجه هذا المسلسل كم كبير من الانتقادات اللاذعة وسبب النقد ان المسلسل لم يقدم فكرة تخدم المجتمعات العربية ولا تحتوي حلقاته على مضمون ومحتوى يفيد الشاب العربي . أما أنا ومن وجهة نظر معاكسة تماما لكل النقد الذي واجهه هذا المسلسل واستنباطا من واقع الشاب الأردني أؤكد أن هذا المسلسل وضعنا تماما بصورة الشاب الأردني وحلقات ضياعه وانتكاساته المتتالية ، فالناظر الى حال الشباب الأردني لا يرتجي من هذا الشباب أي مستقبل مبشر بالخير ، فبيئتنا التعليمية والجامعية تحديدا تخلو من السماد التعليمي والثراء الفكري ، أما لغة الحوار أصبحت تدور في صفحة فيس بوك أو قروب واتس آب يتخللها العديد من المشادات التي تمتاز "بالتطعيم" ولا يخلوا الحوار من بعض الأحاديث الجانبية على الخاص تعزز مفهوم الحب والعشق والهيام من الكومنت الأول وهذا الحب يؤدي الى عزلة الشاب عن مجتمعه وانطوائيته بسبب التفكير بالحبيبة التي لم يراها بل عشق ما تنقل من كتابات على صفحتها وصورة البروفايل التي قد تكون صورة ممثل هندي او ممثلة أجنبية .
لا أريد أن أقول أن المجتمع الأردني مجتمع منحل فكريا وأخلاقيا بصورة تامه فهناك من يسعى الى تنشئة نفسه تنشئة سليمة من خلال تنمية فكره وعقله بإيجابية وهذا جهد شخصي يستحق الشكر والتقدير عليه في ظل ما توفره الدولة من فنون الضياع والتشتت الفكري فالقابض على فكره وإصلاح نفسه كالقابض على جمرة ، فبداية من الاسرة والتي هي أساس التربية تجد أولياء الأمور منهمكون في تأمين لقمة العيش لأفراد أسرهم بسبب تردي الوضع الاقتصادي وباقي أفراد الاسرة لا يوجد لهم لا راعٍ ولا مسؤول عن رعية ، وانطلاقا الى المدرسة والتي وللأسف أصبحت مكان لتمضية وقت الطالب لا أكثر فالمدرس مشغول فكريا وفيس بوكيا ولا يوجد تقييم او رقيب او حسيب والكارثة ان هناك عدد من المدرسين لا يعرفون ما هو المنهاج الذي يقيمون بإعطائه وهذا بسبب مخرجات التعليم الجامعي الذي سأعرج على ذكره بعد قليل ، أما عن الطالب الذي أصبح يعتبر المدرس ندا له في تسحييل البنطلون وكمية الجل الموضوعة ولا يبالي في كرت أصفر أو أحمر يرفع بوجهه ، ينطلق من مرحلة المدرسة سواء أكملها بالنجاح التلقائي أو الخاوات الى مرحلة الاقتتال والعنف وإثبات الذات المرحلة الجامعية التي ترتكز على التزبيط ، وفت المراجل والنجاح الإجباري أحيانا ، يتخرج هذا الطالب الى سوق العمل بهذا الكم الهائل من المخرجات المميزة والثرية بالضياع والتشتت الفكري والأخلاقي ، ليعين في التربية والتعليم وتعاد دورة الحياة مرارا وتكرارا دون زيادة أو نقصان فمناهجنا غير مدروسة ولا تركز على الفكر والثقافة والأخلاق وتبعد كل البعد عن الانتماء للهوية الوطنية والاعتزاز بها ، ومخرجاتنا تعزز فشلنا وعدم إدراكنا للمستقبل والمخاطر والتحديات التي تحيط بنا .
ومن هنا اتمنى على صاحب القرار أن يعيد قراءة واقع شبابنا الذي نعول عليه كثيرا في المستقبل ، واذا بقي الوضع كما هوا فبإعتقادي أن المستقبل قد ضاع وضاعت الهوية والفكر والطموح ، والى شبابنا اود أن أقول إذا رأيت نفسك تمشي عكس الآخرين فتأكد انك الصواب ولا تضع رأسك بين الرؤوس لأنه في هذه المرة سيصدق المثل وتقطع الرؤوس ، فلنرتقي .