04-02-2014 06:50 PM
سرايا - سرايا - قيادة المرأة للسيارة في قطاع غزة لم يعد ظاهرة جديدة، ففي الأونة الأخيرة يلاحظ زيادة معدلات قيادة المرأة للسيارة تسهيلا عليها في تنقلها وحركتها خاصة اذا كانت مرأة عاملة، مما يمنحها حرية وسهولة التحرك
ورغم أن المرأة تحمي نفسها من ازعاج بعض السائقين والركاب في سيارات الأجرة، الا ان هناك معارضين لقيادتها السيارة بنفسها من منطلق أمور مختلفة أبرزها حوادث السيارات.
أشعر بالخجل وأنا معها..
بين المواطن وليد مشتهى (41عاما) أنه يعارض قيادة زوجته السيارة ولكن عملها يحتم عليها ذلك: " أرفض ان تقود المرأة السيارة لأنها ناقصة عقل ودين و هذه الظاهرة خطيرة على مجتمعنا الفلسطيني لان معظم حوادث السير تكون من المرأة التي تقود السيارة".
وأضاف: " وافقت أن تقود زوجتي سيارة للمؤسسة التي تعمل بها لأنه من الصعب أن تترك عملها في ظل الوضع الاقتصادي السيء "
وقال بائسا: " في احيان عديدة أكون مضطرا الى ان أركب مع زوجتي في السيارة وهي تقود فيكون الامر محرجا للغاية و عندما اكون بجوارها يراودني شعورا بالضيق ويزداد الأمر احراجا لو شاهدني أحد أصدقائي"
أرفض قيادتها السيارة
أما منذر الحلو (29 عاماً ) فيرى أن قيادة المرأة للسيارة ليس عيبا ولكن في حالات محدودة لا تتجاوزها ويضيف أمتلك سيارة وفي بعض الاحيان- أخرج في زيارة عائلية أو رحلة ترفيهية وتكون زوجتي برفقتي فأسمح لها أن تقود السيارة وهذا ليس عيبا ابدا لأنه كما من حقي ان اقود السيارة من حقها كذلك".
واستدرك أنه يرفض أن تقودها بدون وجوده، مبينا: " قد تتعرض لحادث او تحرش من قبل بعض الشباب الموجودين في الشارع وهذا الأمر قد يؤثر عليها فتتعرض لاضطراب وقلق مما قد يؤدي الى انحراف السيارة و حدوث حادث".
وأشار الى رفض البعض لقيادة المرأة السيارة يأتي نتيجة عادات وتقاليد سيئة.
نظرة المجتمع مقيتة تجاه المرأة
في حين ان نهى العشي (36 عاماً ) التي تقود سيارة تقول:" من حقي ان أمتلك سيارة واقودها فهذا ليس عيبا ولا حراما "
وتضيف المشكلة أن المعارضين لقيادة المرأة لا يعرفون على وجه الدقة لماذا هم يعارضون هذا الأمر؟ وتتابع للأسف بعض الناس ينظرون الى هذا الامر انه عيب ولا يجوز للمرأة ان يكون بحوزتها سيارة".
وتوضح:" كل ذلك يعود الى ثقافة المجتمع ومدى تعلمه وفهمه الصحيح للإسلام وليس للعادات والتقاليد الخاطئة ، حيث انهم يريد ان يعيدونا للعادة الجاهلية وأشارت الى ان هؤلاء الناس يعتقدون أنهم يرفضون التغيير لمجرد الخوف"
لافتة الى انها تتعرض لكثير من المضايقات من بعض المقربين منها ونظراتهم المقيتة عندما يشاهدوها وهي تقود السيارة مبينة أن زوجها لا يعارض في ظل تواجد الوعي والثقة بينهما".
مجتمع ظالم لا يستحق الاحترام
اسلام حرز تعتقد أن المجتمع ينظر نظرة سوداوية لكل شي:" ان المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع الذئاب ولا يستحق الاحترام لأنه ينظر للمرأة نظرة سوداوية في كل شيء ليس في قيادتها للسيارة فقط "
وواصلت اسلام حديثها مستذكرة احد المواقف التي حصلت معها اثناء قيادتها لسيارة :" عندما نزلت من السيارة بهدف احضار غرض معين فإذا ببعض الشباب يستهزئون علي وبدأ كل واحد يتفوه بألفاظ غير لائقة بحقي، ولكني تجاهلتهم لاني اعلم انهم عبارة عن جاهلين".
المجتمع يفتقد لوعي ثقافي..
في حين أكدت مديرة مركز المرشد الاسرى والاجتماعية للاستشارات والتدريب الدكتورة أمال أبو عامر انه من طبيعي ان يكون هناك مؤيد ومعارض وكان موقف المعارضين هو أن هذه الظاهرة في المجتمع ناتجة عن العادات والتقاليد والنظرة السوداوية للمرأة بحجج واهية لافتة انه على المُجتمع أن يتعلم ثقافة الاستماع أكثر من استخدام اللسان وأوضحت الى انه عندما يكون الامر متفقا بين الزوجين وعدم السماح للأخرين بالتدخل في حياتهم ويكون مبنيا على الثقة يظهر التفاهم وحل المشكلات بينهم، وتابعت ولكن هناك بعض الرجال لا يترك مجالا للتفاهم مع زوجته ويكتفي بالرفض فقط مما يؤدي الى حرمان المرأة من حقها في قيادة السيارة".
وأشارت الى أنه يجب ان تحظى المرأة بنفس التجارب التي يحظى بها الرجل، وإلا كيف يمكن أن نعتمد عليها في بناء اقتصادنا الوطني، وقيادة السيارة هي جزء من "التجارب" حتى وان تعرضت لحادث مرور أثناء قيادة السيارة فالرجل يتعرض الى ذلك ايضاً ومدى تعرض المرأة لتجارب الحياة تستفيد المرأة خبرة منها وتقوي شخصيتها التي تؤهلها لمواجهة ظروف الحياة".
وبينت اننا في مجتمعنا نحارب "تجارب المرأة" ونقلل من قدرتها على الحركة ونقيدها وطالبت من المجتمع ان يكون منصفا في التعامل مع المرأة لأن من حقها ان تقود السيارة كما يقودها الرجل وعلى الازواج ان يكونوا داعمين لها بدلا من ان يحبطوها.