05-02-2014 11:34 AM
سرايا - سرايا - قصة حقيقية تهز الأبدان وترجف منها القلوب فأين موضعنا من هذه القصة؟
يقول: مالك بن دينار بدأت حياتي ضائعاً سكيراً عاصياً أظلم الناس وآكل الحقوق والربا وأضر الناس وأفعل المظالم ولا توجد معصية إلا وارتكبتها شديد الفجور ، فيتحاشاني الناس من شدة معصيتي.
يقول: في يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج وتكون عندي طفلة ، فتزوجت وأنجبت طفلة أسميتها فاطمة ، أحببتها حباً شديداً وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي ، وقلت المعصية منه وكلما رأتني فاطمة أمسك كأساً من الخمر اقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين ، وكأن الله يجعلها تفعل ذلك ، وكلما كبرت فاطمة كلما يزاد الإيمان في قلبي ، وكلما اقتربت من الله خطوة وكلما ابتعدت شيئاً فشيئاً عن المعاصي ، حتى اكتمل سن فاطمة ثلاث سنوات ولما أكملتها ماتت.
يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت ، ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين حتى يقويني على البلاء ، فعدت أسوأ مما كنت وتلاعب بي الشيطان حتى جاء يوم فقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل.!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب ، فرأيت أحلامي تتقاذفني ، حتى رأيت تلك الرؤيا ، رأيت يوم القيامة وقد أظلمت الشمس وتحولت البحار إلى نار ً وزلزلت الأرض واجتمع الناس إلى يوم القيامة .. وهم أفواج وأفواج وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان هلم للعرض على الجبار.
يقول: فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شدة الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي هلم للعرض على الجبار.
يقول: فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر ، ثم رأيت ثعباناً عظيماً شديداً قوياً يجري نحوي فاتحاً فمه. فجريت أنا من شدة الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ، فقلت: آه: أنقذني من هذا الثعبان فقال لي: يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو.
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي ، فقلت: أأهرب من الثعبان او لأسقط في النار ، فعدت مسرعاً أجري والثعبان يقترب ، فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني ، فبكى رأفة بحالي ، وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو ، فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالاً صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباكِ أدركي أباكِ.
يقول: فعلمت أنها ابنتي ،، يقول: ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها ثلاث سنوات تنجدني من ذلك الموقع ، فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف ، ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي يا أبي: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله".
يقول: يا بُنيتي أخبريني عن هذا الثعبان؟!! قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك ً أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة؟.
يقول: وذلك الرجل الضعيف؟.
قالت: ذلك العمل الصالح وأنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا أنك أنجبتني ولولا أني مت صغيرة ما كان هناك شئ ينفعك.
يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب.. قد آن يارب نعم "ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله".
يقول: واغتسلت وخرجت لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله.
يقول: دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله".
ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ويقول: إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا؟.
اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار ، وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول: أيها العبد العاصي عد إلى مولاك ، أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ، أيها العبد الهارب عد إلى مولاك ، مولاك يناديك بالليل والنهار ويقول لك: "من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.
أسألك اللهم تباركت وتعاليت أن ترزقناالتوبة والمغفرة (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).