05-02-2014 11:41 AM
سرايا - سرايا - ان مفهوم العبادة واسع وشامل لكل عمل يُبتغى به وجه الله تعالى مهما كان حجمه و لو بقدر مثقال ذرة بدليل قوله تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) أي ان مفهوم العبادة يتجاوز حدود المجال التطبيقي للصلاة والصوم والزكاة والحج بل انها تشمل وتصل الى حدود الأكل والشرب فيمكن ان يكون عبادة لله تعالى ومما يدل على هذا ماورد عن النبي الاقدس محمد صلى الله عليه واله (إن استطعت أن لاتأكل ولا تشرب الا لله فإفعل ) فلايكون عدم الإلتفات من الفرد لهذه الشمولية أو عدم التطبيق لها بعد الإلتفات اليها مقيداً لها شرعاً, او نافياً لها, وقد تُطبق في موارد ما من غير الإلتفات الى إنها مفهوم عبادي ,
فالعبادة علاقة بين الأنسان وربه أولاً وعلاقة بين الانسان والآخرين , أي إنها تتجاوز حدود محراب الصلاة مثلاً وحدود المسجد وكل دور العبادة , على عكس المفاهيم والنظريات الغريبة والمخالفة لمفاهيم نظرية الاسلام , التي أسهبت كثيراً
وشددت على عزل العبادة عن المجتمع وواقعه , فقالوا مثلا ان العبادة هي أمر خاص بين العبد وربه فقط ؟! ولسماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) بحث أخلاقي في مقدمة كتاب الاجتهاد والتقليد أشار بوضوح الى مفهوم العبادة حيث قال (دام ظله) وتحت عنوان (العبادة والمجتمع ) (إضافة الى ذلك فقد صاغ الشارع المقدس العبادة بطريقة جعلت منها أغلب الأحيان أداة ووسيلة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان والتأكيد على ان العلاقة العبادية ذات دور إجتماعي في حياة الإنسان ولاتكون
ناجحة الا حين تكون قوة فعالة في توجيه مايواكبها من علاقات اجتماعية توجيها صحيحا ً, فالإنسان لم يُخلق ولم يُوجد الا في محيط ونسيج انساني عام لاينسجم ولايحفظ كيانه الا مع تعاليم الله سبحانه وتعالى فجعل الانسان مرتبطاً بقانونين من التعامل
والسلوك الاول : حُب الآخرين : فكل مسلم بل كل انسان
مطالب بحب الآخرين وعدم حمل الحقد والضغينة في قلبه عليهم ويلزمه ان يترجم ذلك في إحساسه وسلوكه فيتألم لآلم الآخرين ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم .
ثانيا: السعي في حوائج الآخرين : وهذا القانون يمثل الترجمة الخارجية والتطبيق الواقعي العملي لما حس وشعر به تطبيقاً للقانون الأول وقد تصدى الشارع المقدس متمثلا بالنبي الأكرم (صلى الله عليه واله )والائمة المعصومين (عليهم السلام)
لتطبيق القانونين السابقين حيث نجد حضورهم في الساحة الإجتماعية وإحساسهم بما يحس به المجتمع ومعرفة حاجة الناس العملية والمعنوية العبادية والأخلاقية.....
كل بحسب ظروفه الخاصة والظروف العامة المحيطة به .... وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يصور أخلاق رسول الله( صلى الله عليه واله) ( كان أجود الناس كفا ً, وأجرأ الناس صدراً, وأصدق الناس لهجة , وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة , وأكرمهم عشرة ,من رآه بديهة هابه, ومن خالطه فعرفه أحبه)