08-02-2014 11:45 PM
سرايا - سرايا - افتتح حديثا، في جاليري دار المشرق بعبدون، وبالتعاون مع دار الإقامة الفنية في لبنان، معرض تشكيلي مشترك لمجموعة من الفنانين السوريين، وذلك تحت عنوان «الفن في زمن صعب»، وبحضور حشد من السوريين في عمان، ونخبة من التشكيليين والنقاد الأردنيين.
ويشارك في المعرض الذي ضم 34 لوحة ترمز في معظمها إلى دخان الحرب والدمار، وإلى اللون الأسود الذي يلف سوريا، الفنانون: عدنان عبد الرحمن، و(حسكو حسكو)، وربيع كيوان، وحسين طربيه، وخالد البوشي، وريمي حداد، ومحمد عمران، وقد حالت الظروف دون حضور اي منهم.
يظهر المعرض -الذي يستمر حتى 27 من هذا الشهر- كيف أزالت الحرب ألوان سوريا، وأنه رغم المعاناة يصرخ الفن «نحن أحياء نرزق» كما جاء في ملصق تعريفي للمعرض، حيث يغلب على اللوحات ذات الأحجام المختلفة رؤية سوداوية وتوجد سبع لوحات ذات فضاء أسود ودوائر سوداء كدلالة على دوامة الحرب وبقايا البيوت المدمرة، وعلى أن الفرج بعيد، ويأتي المعرض كجزء من مشهدية الفن السوري التي تمثل رؤية عدد من الفنانين الشباب عمّا يجري في وطنهم.
كما أن قيمة المعرض هي التعبير عن الدمار تحديدا وعن من غابوا بفعل القصف حيث نلحظ حضور الغائب من خلال مفردات كثيرة كالقميص المتبقي والوجوه المشوهة بألوان الدم والمشردين.
ويرى الفنان والناقد التشكيلي الأردني محمد الجالوس أن المعرض يمثل تجارب لشباب يعملون ضمن فكر تجريبي معاصر ويستخدمون خامات متعددة. فقد وجد نفسه أمام سبع مواهب فنية ستقدم مستقبلا تطويرا لما شاهدناه اليوم لفنانين لا تنقصهم الجدية أو البحث، وأضاف «إن الأعمال المعروضة لا تنفصل عن ظروف إنتاجها. فما يحدث في سوريا الآن يلقي بظلاله على الفنانين الشباب، ومن الواضح أن أحداث بلادهم تحتدم في داخلهم ووجدانهم، وقد انعكست في أعمالهم التي تضمنت بحثا عن الجمال والألم معا».
بدورها، ترى منسقة المعرض السورية رغد مارديني أنه لا يمكن فصل الفن عمّا يجري في المجتمع السوري الذي يمر بكثير من التحولات، ويدفع الثمن من دماء أبنائه وممتلكاتهم. فالفنان حساس يمتص وجع مجتمعه، ويعبر عنه بألوانه وريشته، وتابعت في حديث مع الصحفيين» إن الألم والوجع يجمع كل السوريين وهذا واضح في لوحات ربيع كيوان الذي يتكلم عن التشرد والنزوح، ويغلب على لوحات حسين طربية اللون الأسود، وكذلك الحال بالنسبة إلى خالد البوشي القادم من محافظة حماة (وسط سوريا).
ويرسم (حسكو حسكو) الطبيعة ويؤكد على الجمال لمقاومة القبح، وهو ما ينسحب أيضا على عدنان عبد الرحمن الذي أرسل لوحاته من شمال سوريا بصعوبة مع روحه الحلوة التي تحكي عن الطبيعة وبساطة الحياة، وكذلك الفنانة ريمي حداد من قطنا (ريف دمشق) التي أرسلت صرختها المدوية في ست لوحات صغيرة حيث تصرخ كل الوجوه من الألم، مبينة أن المعرض سينتقل إلى برلين وواشنطن وتونس وإلى قطر نهاية العام الحالي.