09-02-2014 09:39 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
تساؤلات وتأويلات الناس عن سبب أنحباس الخير وتأخر الغيث وانقطاع المطر قد زادت في هذه الأيام ، ويعلم الجميع بأن فصل الشتاء لهذا العام قد جلب البرد والريح والصقيع والقليل من الثاج والمطر !!!
ونظرة سريعة لواقعنا السيء الذي نحن فيه ستجيب على كل هذه التساؤلات عن أسباب انحباس القطر وانقطاع المطر ؛ فلو سألنا أغلب مزاعينا اليوم : هل تتصدقون وتزكون كما أمركم الله ؟ أم أن شغلكم الشاغل هو : توجيه الصناديق وخلط المحاصيل وغش وخداع الناس ، وإن جدث وسألكم المحتاجين قدمتم لهم الخبيث والأسوأ !!!
ولو سئلنا أغلب تجارنا اليوم : هل سهلتم على الناس ويسرتم على الناس واقتنعتم بالقليل وسامحتم وتسامحتم ؟ أم أن شغلكم الشاغل هو : الايقاع بالزبائن بإطلاق الايمان الكاذبة والغش والخداع والاستغلال والاحتكار !!!
ولو سألنا كثييرا” من موظفينا اليوم : هل أخلصتم في عملكم وصدقتم مع ربكم وساوىتم في المعاملة بين جميع الناس ؟ أم تهربتم وخادعتم ونافقتم وتحايلتم ومررتم كما بحلو لكم وزورتم وارتشيتم !!!
ولو سألنا أغلب مسئولينا اليوم : هل أديتم الأمانة وأخلصتم النية وتوخيتم الحق ؟ أم ساقتكم الأهواء وتقاعصتم عن الواجب وتكبربتم على العامة وخنتم الأمانة !!!
لا شك بأن الخير باق„ في أمتنا العربية والاسلامية ، ولكن الخيرين اليوم قلة ، والشرفاء اليوم قلة ، والصادقين اليوم قلة ...
عم الفساد وساد الظلم وانتشر القتل والجريمة وانعدمت الغيرة وشاعت الرذيلة وذهبت الرجولة وتحكمت في نفوس الناس المادة والأهواء والأنانية ! واصبحت عقيدة الكثيرين اليوم : أن أشبع ويجوع غيري ! أن أحيا ويموت غيري ! أن أصعد ويسقط غيري ! أن أثبت وينتهي غيري !
ولا ضرر اليوم لو عبد الشيطان هناك في عمان ؛ فأنا هنا أصلي ! ولا ضرر لو أحرق مئات الآلآف من المسلمين في مينامار ؛ فأنا في العمرة ألبي ! ولا ضرر لو ذبح العربي في مصر وفي اليمن وفي العراق وفي سوريا ولبنان ؛ فأنا هنا قائم وصائم لربي ! ولا ضرر لو مات العربي من الحصار والظلم والجوع والفقر والحرمان ... فأنا هنا : قرير العين ، متخم البطن ، صافي الذهن آمن ...
قبل أن ترفعوا أبدبكن الى السماء : هذبوا النفوس والعنوا المنكر وحاربوا الفساد والفاسدين ; وقبل أن تطلبوا الغيث من ربكم ؛ أغيثوا اخوانكم المحاصرين والمنكوبين والمشردين ولا تستغلوا الهاربين والهاربات واللاجئين واللاجئات من اخوانكم ، وقبل أن تسألوا الله الخيرات : تذكروا المحرومين والجائعين وانصروا المظلومين وأغيثوا المشردين ... ثم أطلبوا من ربكم كل شيء وارفعوا أيديكم وقولوا : آمـــــين ...