09-02-2014 10:57 AM
بقلم : عادل سالم الرفايعة
أصبحنا نصحو هذه الايام على وقع أرآء وأفكار من ثلة إحتضنتهم الدولة الاردنية ومدتهم بالغذاء والامان والعلم على مدار حياتهم منذ أن واجهوا ظلم التشريد والطرد الى ان اصبحوا من حملت شهادة الدكتوراه في السياسة والاقتصاد , واصبحوا من مفكرين ومثقفين ونواب الاردن , واصبحوا يطلقون المبادرات والاقتراحات مدعين بذلك حملهم لهم البلد وتحسين التعليم وتوحيد المجتمع وهدفهم تحقيق المصالح العامة وليست الخاصة .
أصبحوا يطلقون على من يعارضهم اسم "اليمنيين الانعزاليين" واطلقوا مسميات جديدة مثل "الشرق اردنيين" و"مليشيات العشائر غير مسلحة".
العشائر الاردنية , هذا الحضن الدافئ الذي احتوى كل من هو اردني وغير اردني , ويبدو أن هناك اشخاص مثل الافاعي حالما شعرت بالدفء , غرزت انيابها في جسم هذا الحضن .
نقول لهؤلاء أن هذه العشائر تمتاز بكثير من الأدوار والنماذج الايجابية التي تساعد مؤسسات الدولة في النهوض بتحقيق أهدافها وخططها والمساعدة على إيجاد نوع من التوازن الاجتماعي والسياسي والقضائي في كثير من القضايا والأحداث التي نمر بها، مما يساهم في بناء نموذج حضاري للدولة الأردنية الحديثة وعدم وجود أي نوع من الاختلالات التي تعيق مسيرة الانجازات التي تتحقق في وطننا الغالي.
ولابد لنا من ذكر دور المستشارية العشائرية في اردننا الحبيب الايجابي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في التوسط بالصلح ومتابعة القضايا العشائرية المستعصية ودورها مهم في حفظ الأمن والاستقرار كما هي حلقة الوصل مع قيادتنا الهاشمية يصعب على أبناء البادية الاستغناء عنه ودورها الخدمي الرئيسي يجب دعمه من كافة العشائر الأردنية ،والشكر لمستشار جلالة الملك المعظم لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز الزبن على ما أنجز لمصلحة الوطن الغالي على صعيد الأمن وشؤون العشائر ، وإما الزبد فيذهب جفاء ، والتاريخ سيسجل في صفحاته المشرقه لسيادته عظيم الانجاز الرائع وتاريخه مشرف تخلده ذاكرة أطفالنا وشيوخنا في بوادينا وأريافنا ومدننا العامرة بحب ال هاشم.
وتجدر الإشارة إلى ان النموذج الوطني الذي قدمته العشائر في مواجهة أشكال العنف الاجتماعي كافة الذي يبرز ما بين فترة وأخرى، انطلق من ذاتها مكانياً واجتماعياً فقد بدأت العشائر بمناطقها عندما رفضت أن تكون هذه المناطق بؤراً للعنف الاجتماعي والخروج على القانون، وتحولت إلى معين اجتماعي وأخلاقي يغذي توجهات الإصلاح السياسي والاجتماعي على الصعيد الوطني العام. وأن زخم المواقف الوطنية التي اضطلعت بها العشائر في ميادين المواجهة المباشرة. وفي تحويل المضايف إلى دواوين للصلح والتوافق وفي الحرص على عقد اللقاءات والاجتماعات والندوات، والتي يمكن الاستدلال عليها بأنه كان وما زال بمثابة ورش عمل لصقل الشخصية الوطنية على هذا الطريق.
ولأكثر من اعتبار وطني تستمد العلاقة بين العشائر والحكومة في إطارها الرحب والواضح، وتظهر هذه العلاقة وجودها البارز في نسيج مؤسسات الدولة عموما والعلاقة الأبرز بين العشائر ورجال الأمن وبالتالي بين العشائر والشرطة وقد تحققت الكثير من النجاحات في مضمار الأمن الوطني، فمن الأنصاف والاعتراف التأكيد على أن العشائر كانت وما زالت لها الدور الواضح ليس من منظور الاستنجاد بها وإنما من منطلق المسؤولية التضامنية بين العشائر والحكومة ومواقفها في نهوض المجتمع ومحاربة المفسدين ومساعدة الجهات الأمنية المسؤولة عن حماية الشعب والبلاد.
إن مجموعة الاعتبارات التي تدفع العشائر للالتزام بواجبها الأمني العام هي اعتبارات تأخذ مفهومها العام من الروح الوطنية العشائرية في اغلب مفاهيمها أصلاً ضمن قائمة المكونات الأخلاقية للعشيرة من نخوة ونبل وشهامة واستعداد للذود عن كل ما هو صحيح في إطار المروءة التي تعلو منهج العشيرة وهو مصلحة عشائرية بالدرجة الأساس بمعنى أخر هو مصلحة وظيفية مشاركة للدولة والعشائر بوصفها مؤسسة اجتماعية لا تختلف في منطقها عن أية مؤسسة مجتمع مدني.
نأتي على مفهوم مصطلح ميليشيا ,
المليشيا: مافية السلطة وقد ارتبط مصطلح الميليشيا في الماضي بالانظمة التي تكمم الافواه وتحجر على الاحرار، فكان الاسم الشائع والمرعب والمقيت للتنظيم السياسي والعسكري الذي أنشئ تحت عباءة حكومة فيشي العميلة، في اربعينات القرن الماضي وبالتعاون مع الغستابو الالماني، لاصطياد مناضلي المقاومة الفرنسية أو تسليمهم الى المحتل النازي. وقد تميزت هذه المليشيا الارهابية بارتدائها لونا خاصة وسميت بمليشيات الرداء الاسود او البني.
المليشيا: المقاومة الشعبية ولكن لهذا المصطلح معاني اخرى منها: تحمل اعضائها مسؤولية الدفاع عن البلاد حال تعرضها للخطر فتعتبر المليشيا كقوات المقاومة الشعبية، او استغلالها في التوسع الاستعماري واحداث البلبلة والفوضى في البلاد التي تحتلها او دفع الاخطار التي تحيق بالبلاد والعباد فتعتبر كقوات الحرس الوطني او قوات الدفاع المدني في امريكا ولذلك تم تعريف المليشيا في الموسوعة العربية الميسرة ، بانها: ”اصطلاح يطلق على الجنود المنظمة (منظمة التدريب) التي ليست الجندية مهنتها ولا مستديمة الوجود . كانت الجيوش عند بعض الشعوب القديمة تتكون من متطوعين اي انفار يستدعون لحمل السلاح مدة الحرب ثم يعودون الى مهنهم الاصلية . وكانت قوى المليشيا عند قدماء اليونان والرومان على جانب كبير من الدربة".
لذا فأن هذا المصطلح هو سلاح ذو حدين ففي التعريف الاول ينطبق على هذه الثلة ممن يعتبرون انفسهم من مفكري الاردن واذا اطلقوا هم هذا المصطلح على غيرهم فلا نجد احد في الاردن تنطبق عليه هذه المواصفات غيرهم .
فمن يتبنى الخطاب السياسي لحكومات بلاد اخرى غير بلده هو احد افراد المليشيات , من يستورد افكاره من الخارج هو عميل في ميليشيا , من كانت سمته التهرب من الاجابة على ما يطرح عليه من اسئلة ويلجأ لاسلوب الهجوم لقلة حجته هو فرد ميليشيا .
لماذا لا نوجه علمنا وفكرنا ومناصبنا نحو مصلحة بلدنا الاردن في اطار عاداتنا وتقاليدنا وعشائرنا ولا داعي للظهور بمظهر المتشدق والمنشق عن الجماعة من اجل مصلحة يعلم الله ما هي ابعادها .
عاش ابو الحسين وعاش الاردن رغم انف كل حقود ومنافق .