10-02-2014 08:37 PM
سرايا - سرايا - قصص المغاربة "الغريبة" مع القتال في سورية لا تنتهي.. هذه المرة مع الطفلة نورة، التلميذة ذات 15 ربيعا والقاطنة بمنطقة أفينيون في الجنوب الفرنسي، التي فاجأت أسرتها الصغيرة يوم 23 كانون الثاني (يناير) باختفائها عن الأنظار، قبل أن يعلموا بتواجدها وسط "الجهاديين" في إدلب السورية، تحمل السلاح بدل القلم الذي كان سندها داخل القسم، آملة أن تصير طبيبة في المستقبل.
تحولات طرأت على سلوك الطفلة الشخصي
قصة الطفلة ذات الأصل المغربي نورة، بدأت قبل تاريخ اختفائها عن الأنظار أواخر الشهر الماضي، حيث لاحظ أهلها تحولات طرأت على مستوى سلوكها الشخصي، ابتداءً من التغيب عن حصص الدراسة بثانوية "فريديرك ميسترال"، واعتكافها على الأنترنت وإنشائها لحساب "فيسبوك" آخر، وانتهاءً بارتدائها للحجاب.
تقول والدة نورة "اعتقدنا أن الأمر له علاقة بتحولات فترة المراهقة، قبل أن نكتشف أن الأمر يعكس التوجهات الجديدة لابنتنا..
بعد 23 الشهر الماضي، أخطرت أسرة نورة شرطة "أفينيون" باختفاء ابنتها عن المنزل، قبل أن تمكن اتصالات أجراها الأخ الأكبر فؤاد، مع نورة عبر حسابها في موقع فيسبوك ثم عبر الهاتف، تخبره أنها في سورية و"أن أحوالها بخير وأنها لن تعود أبداّ".
العائلة تلقت الخبر بالدهشة والصدمة وكثير من الحسرة، "كيف يمكن لنورة القاصر والمراهقة أن تتحول إلى جهادية وتتركنا".
مغامرة نورة
مغامرة نورة "الجهادية" صوب الأراضي السورية المشتعلة ابتدأت، وفقاً لمعطيات قدمتها أسرتها للصحافة، يوم 23 الشهر الماضي، حيث غادرت منطقة أفينيون حاملة حقيبتها و550 يورو في جيبها، متوجهة إلى باريس عبر القطار، قبل أن تستقل طائرة توجهت بها إلى مطار اسطنبول الدولي، لتلتقي حينها بـ"مرشد خاص" الذي أدخلها إلى الأراضي السورية، لتنظمّ بعدها إلى إحدى الفصائل الإسلامية المقاتلة.
أفكار نورة الجهادية، أثبتتها تحقيقات الشرطة الفرنسية أجريت على حاسوبها الشخصي، حيث كانت تتردد في الآونة الأخيرة على مواقع "جهادية"، فيما يؤكد فؤاد أن أخته تعرضت لاستقطاب و"غسيل مخ" من قبل جماعات متطرفة.. في وقت شدّ فؤاد الرحال هذا الأسبوع صوب الحدود التركية السورية أملا في لقاء أخته وإقناعها بالرجوع إلى حضن الأسرة بفرنسا.
مفاجأة
مفاجأة غريبة أخرى تتلقاها أسرة نورة الأحد الماضي، وفقا لمصادر إعلامية فرنسية، هو اتصال اثنين من المقاتلين في سورية "أحدهما يتحدث العربية والآخر الفرنسية".
يقول غاي كنون، محامي الأسرة، يطلبان يد نورة للزواج في سورية، وهو ما رفضه أب نورة بشدة، فيما شدد أحد المتصلين على أن "النكاح يمكن أن يتم عبر الهاتف فقط!".
"هل تحمل نورة السلاح أم ستكون فقط مسخرة لاستغلال جنسي؟" سؤال ما فتئ يطرحه المحامي كنون حول مصير نورة في سورية بالنظر إلى صغر سنّها، مضيفا أن القضية لا تتعلق بـ"جهادية" خطيرة، بل بفتاة مراهقة تم التلاعب بعقلها واستغلال سذاجتها.
ويضيف "إنها ضحية لشبكات جهادية منظمة وخطيرة تمكنت من اختراق وسطها العائلي".