بقلم : المهندس وصفي عبيدات
ترتفع في هذه الايام الأصوات المنادية بالقضاء على شيوخ العشائر ، اصحاب العباءات الأنيقة واستبدالهم بأصحاب الرؤوس القرعاء ( digital ) والربطات الحريرية التي تفوح منها رائحة عفن البطون والعقول التي ما فتأت تكيد المكائد بهذا الوطن ، بحجة ان العالم الان هو عالم اللاب توب والهاتف الذكي ، فلم يعد اي لزوم لوجود ما يسمى بالعشيرة وشيخ العشيرة ، فهذا زمن العلمانيه التي لا تعترف بمجتمع عشائري مترابط ، وانما تدعو الى التفكك والبعد عن الأخلاق الدينية كي يعيش الفرد حياته الخاصة لا يربطه بغيره اي رابط ، متناسين بهذا الفكر المنحرف ان الاردن ومنذ نشأته اتخذ من العشيرة ركنا أساسيا في بناء الدولة ، حيث نمت وتطورت المملكة في ظل الدور الكبير الذي لعبته العشائر الاردنية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عكست المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الاردني ، ما جعلها أساسا في بناء الدولة الحديثة ، ولم تكن يوما سببا في إعاقة البناء كما يزعم دعاة العلمانية والتفكك المجتمعي الذين لا يعرف أكثرهم أمه وأباه ، هؤلاء الذين تشربّوا ثقافتهم من ثقافة الغرب بوجه جديد من وجوه الاستعمار الغربي بهدف هدم اهم أساسات المجتمع الاردني .
وأتسائل هنا ماذا عمل اصحاب القرعات والربطات الغربية في حل المشاكل الاجتماعية التي غزت المجتمع الاردني وانهكته ؟ ماذا فعلوا لوقف العنف المجتمعي والعنف الأسري ، والذي لم يتوقف عند الاسرة بل تجاوز ذلك ليغزو جامعاتنا التي يفترض ان يكون طلابها القدوة والمثل الأعلى للانظباط الخلقي ؟ ماذا فعلوا في مواجهة جريمة القتل وجريمة الاغتصاب التي اصبحت مرضا يفتك بمجتمعنا فأصبح الواحد منا لا يأمن على بنته او اخته للخروج ، حتى لتلقّي العلم والمعرفة ؟ ماذا فعلوا لنور العوضات وأخواتها اللواتي يلقين حتفهن دفاعا عن شرفهن الذي اصبح مباحا لاتباع هؤلاء ، وماذا فعلوا للوطن غير انهم نهبوا مقدراته وباعوا خيراته وقرعوا الكؤوس على ويلاته .
دعونا نعود للوراء ليس كثيراً وإنما لبضع عقود من الزمن ونراجع شريط حياتنا عندما كانت العشيرة عشيرة وكان شيخ العشيرة شيخا بيده الحل والربط ، الم يكن مجتمعنا ان لم يكن خاليا فشبه خال من هذه الجريمة ؟ الم يكن ابن العشيرة يحسب الف حساب لزعيمها وشيخها اذا ما فكر بفعل عمل مشين ؟ الم تكن بنات عشيرته كلهنّٓ عِرضِه ويدافع عنهنّ مهما كان الثمن ؟ الم يكن ابن العشيرة يخجل من نفسه ان يسئ لعشيرته باي تصرف يخل بالخلق العربي الأصيل ؟ الم يقد شيوخ العشائر الاردنية الحروب ضد المستعمر فسقط الكثير منهم شهداء دفاعا عن ارضه وعرضه ؟
نعم يا سادة يا اصحاب الرؤوس القرعاء كنّا مجتمعا عشائريا مترابطا وقويا الى ان شرفتمونا بأفكاركم المتطرفة ففككتم مجتمعنا ، فتبا لكم وتبّاً لك من يشد على أياديكم ، وأقسم لكم أننا لن نسمح لكم ان تهدموا مجتمعنا وعشيرتنا وسنبقى حاملين السلاح بوجوهكم حتى ننزع عنها غطاء التمرد الممزوج بالتآمر على بيتنا الكبير وعشيرتنا الاردنية الواحدة وستبقى العشيرة عشيرة وسيبقى شيخ العشيرة شيخ للعشيرة وستبقى رؤوسكم ممسوخة بشفرة الانهزام والفشل .
أطال الله في عمر شيخ عشيرتنا الاردنية مليكنا المفدى