01-01-2008 04:00 PM
غرقت حتى الثمالة خلال اليومين الماضيين وانا اتلقى عروض سهر وسفر بمناسبة قدوم العام الجديد 2008 ابتداء من عروض السفر الى بيروت او الاسكندرية او القاهرة او طابا او شرم الشيخ او العقبة وما بين مقترحات ان نقضي تلك الليلة على انغام كاظم الساهر او الهام المدفعي او محمد حماقي وغيرهم ممن تصدح اصواتهم في تلك الليلة حتى مطلع الفجر "كما يقال"
لا انكر... فكرت كثيرا.... وربما اعددت ميزانية خاصة لقضاء تلك الليلة لكن ثمة من كان ينغص " علي عيشيتي" كما يقال.. فهل اصبح مفروضا علينا انفاق مئات الدنانير لاجل ليلة صاخبة ونحن نودع عام ازمة لندخل عام قحط.
اقسم انني هممت بالبكاء عندما تذكرت صورة ذلك الطفل الممزق الثياب الذي دخل "سوبر ماركت" يملكه شقيقي قائلا له "بدي حليب ببريزة"
تذكرت هذا الطفل وتذكرت حكايات عائلات اردنية تعيش في كهوف قريبة من العقبة وتأكل الخبز "المبلل".. وحين فكرت بما قد نشاهد من فقر وعوز في العام القادم قلت في نفسي... لماذا نحتفل.. هل لاننا ودعنا عام ازمة كنا نجد من يبيعنا "حليب اطفال ببريزة" فيما لن نجد من يبيعنا "عدس" ... بذات القيمة.
هل نحتفل لاننا استطعنا كاردنيين شراء ما نحتاج من ساندويشات الفلافل عام 2007 ونحن نبذخ في زيادة الحمص واقراص الفلافل فيها حتى يصل سعرها الى "25" قرشا فيما سنحتاج الان الى دينار كامل للحصول على ذات الوجبة.
اي جنون هذا ... واي وحش كاسر سيحط علينا في هذا العام الجديد، وهل ستضطر بعض العائلات لا سمح الله لبيع اطفالها واعراضها لاجل لقمة العيش كما حدث في بغداد الرشيد؟!!
اسألوا ان لم تكونوا تعرفون عما يحدث في بغداد وعما كان يحدث في بغداد حين اسقطت عائلات" الفلل" كما يطلق عليها ستار الحياء وعرضت بناتها "للبيع" من اجل لقمة العيش .
... اعتذر.. فها انذا ادخلكم في صومعة الحزن التي دخلتها على مشارف العام 2008 , لكنني قررت حين عصفت بذاكرتي كل هذه الاحداث ان الجأ الى حبيبتي القديمة الجديدة... ابنتي" راما " الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها العامين ونصف العام.
نعم.. طلقت كل بلاد الدنيا وكل حفلاتها الصاخبة من جل ان اسمع من راما, الصغيرة عباراتها الشهيرة " تُل اام وانتا بحير يا بابا"... والجملة وان كانت مقطوشة ومجتزأة لكنها بالنسبة لي احلى من شوارع باريس وشواطئ "شرم الشيخ" والكزدرة قبالة نيل هليتون وكورنيش الاسكندرية... وحتى ارجيله السوليدير في بيروت.
بالمحصله فقد بحثت عن النقاء في ظل عالم لن يكون فيه اي لين في ظل حداد على ماضٍ لن يعود.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |