15-02-2014 09:57 AM
بقلم : حمزة عبدالسلام سلام الختاتنة
هذا هو حالانا جميعاً وهذا ما توصلت له من خلال ثلاثة عقود من الزمان , عندما نزلنا إلى هذه الدنيا , أوصانا البارئ من فوق سماواتٍ سبع أن نخلفه في الأرض ونعمرها وندب بها الحياة , ولكنا لم نفي الوعد حقه , فقد جعلنا أكبر همنا في إشباع رغباتنا وهواها , ولم نعي أبداً اننا راجعون إليه , وأننا سوف نُسأل عما فعلناه في هذه الدنيا , إنها سنوات جحاف لا تلبث أن ترينا بشاشة وجهها إلى ان تعكس فجأة لنجد أنفسنا نهرول لنلحق بها وهي تهرب ولا تعطينا إلا روح وريحان .
نسأل أنفسنا لمَ خلقنا ؟؟؟؟ ولو تفقهنا في فقهنا حق التفقه ؛ لما وصلنا لحد هذا الاستفسار الموجه منا إلينا , لم نتعبد الخالق حق ما طلبه لنا , رغم أنه يقول لك كن لي كما أريد أكن لم فوق ما تريد . زرعوا لنأكل وأكلنا ونزرع نحن ليأكلوا هم , فلنزرع لهم من طيبات أنفسنا لا من شرها , لاموا ثكلى مفجوعة تبكي ولدها ؛فأجابتهم ودعني صغيراً وعمره ستة عقود فأنبأوها ما بالك باحفادٍ لنا أعمارهم فقط ما عاشه ابنك فقالت لو انني معهم عشتها لقضيتها ساجدة لله سجدة واحدة فيها . يا الله كم نشعر بخيبتنا بعد هذا الخبر .
نحن في هذه الدنيا شرعنا في التطاول على لقمة عيشنا , ولم نكتفِ بذلك بل أصبح الهاجس لدينا هو أن نستبدلها بأكبر منها وهذا ما أودى بنا إلى التعالي على أنفسنا وعلى من حولنا وأصبح همنا الشاغل بالنا هو نعيم الدنيا الزائل .