15-02-2014 10:01 AM
بقلم : فراس الخطيب
في برنامج تحت الضوء الذي بثه التلفزيون الاردني ليلة أمس وقدمته الاعلامية المبدعة سهى كراجة سلطت الاضواء على اجراءات الوزارة الاخيرة بشأن ادارة الامتحان ونمطية الاسئلة وحزمة المشكلات التي رافقت الامتحان وتكهنات الخبراء والمعنيين والمعلمين والطلبة .
وزير التربية والتعليم والذي كان ضيف الحلقة لم يقدم اي جديد للمتابعين باستثناء استمراره في مسلسل النفي وانكار كل ما يتناوله الاعلام والمقيمون لاداء الوزارة بشان الامتحان .
وزير التربية نفى تخبط الوزارة بشان الامتحان وبشان موعد اعلان النتائج ثم أصر على عدم درايته بموعد اعلانها المفترض وحتى هذه اللحظة . ثم برر سبب تأخير اظهار النتائج بزيادة عدد المتقدمين للامتحان هذا العام وكأن هذا العدد قد فاجأ الوزارة ليلة الامتحان وايام التصحيح ولم يكن معد له مسبقا عبر زيادة عدد المراقبين والمصححين والعاملين في الامتحان لغايات انجاز المهمه ضمن الوقت المفترض والمعتاد .
وزير التربية والتعليم نفى وجود اي حالات خرق وتساهل من قبل المراقبين قائلا بان التجاوزات لم تتعدى عشرة حالات من اصل 24 الف مراقب وجميعهم يجري التحقيق معهم حاليا رغم علمنا الاكيد كنقابة معلمين بوجود عدد كبير من المعلمين ممن حرموا واستبعدوا من المراقبة جزء كبير منهم تم استبعاده دون ابداء الاسباب ودون اطلاعهم حتى على سبب استبعادهم . فمن نصدق ؟؟؟
وزير التربية والتعليم نفى بالمطلق وجود صعوبة في اسئلة الامتحانات لهذا العام واعتبر قراءات وتقارير المعلمين والمصححين والخبراء مجرد ادعاءات ثم ذهب الى ما هو ابعد من ذلك مشككا في تعليمنا الجامعي وبجدارة خريجي الجامعات وخبراء التعليم والمباحث المختلفة قائلا (( الجامعات تخرج ما هب ودب )) ثم عاد للاشادة بمشرفي وخبراء وزارة التربية وكانهم تخرجوا من جامعات في كوكب آخر فرأيهم صواب لا يحتمل الخطأ ورأي سواهم خطأ لا يحتمل الصواب .
وزير التربية والتعليم نفى صحة الانباء التي تداولتها بعض الصحف الرسمية وغير الرسمية والمواقع الاعلامية حول صعوبة الامتحان وسوء اعداد الاسئلة ومشكلة وقت الامتحان وخاصة اللغة الانجليزية والفيزياء والرياضيات واعتبر ما نشر حول نسب النجاح المتدنية جدا في هذه المباحث غير صحيح رغم انها تمثل قراءات من واقع التصحيح ومعلومات حقيقية من معلمين شاركوا في التصحيح ثم اتبع حديثه بتأكيده على عدم علمه او اطلاعه على نسب النجاح حتى الآن فكيف ينفي ما ليس له به علم ؟؟
وزير التربية والتعليم نفى كل ما ورد من ملاحظات للطلبة وللمعلمين في التقرير المصور الذي بث في البرنامج والذي كان يمثل عينات عشوائية من الطلبة تحدثوا بالم عن مستوى الصعوبة وعن امتحان جاء ليقتل طموحاتهم وتعبهم على مدى اعوام وليحملهم واسرهم وزر أخطاء وثغرات النظام التعليمي المتبع على مدى سنوات ... وزير التربية والتعليم ببساطة شاهد التقرير المؤلم ونفى كل ما ورد فيه بابتسامة عريضة تماما كآمال طلبتنا العريضة والضائعة في ذات الوقت .
وزير التربية والتعليم نفى وجود اي مظاهرات او اضرابات لطلبة الثانوية العامة احتجاجا على صعوبة الاسئلة واعتبر المحتجين من الطلبة ممن تغيبوا او حرموا من الامتحان فقط في حين بثت العديد من المواقع الاعلامية صورا وتقاريرا عن اعتصام حاشد للطلبة امام وزارة التربية صباح امس سبقه اعتصام مشابه في معان واعتصام كبير لطلبة التوجيهي في اربد أفضى الى اشتباكات والقاء لقنابل الغاز واحتجاز لبعض الطلبة فاي نفي هذا الذي يريد أن يقنعنا بعكس ما ترى عيوننا .
برنامج تحت الضوء بالامس سلط الضوء فعلا على اصرار وزير التربية والتعليم على نفي كل شيء يتعلق بنقد اداء الوزارة ونفي وجود اي ارباك او اخفاق او سوء اعداد بشان الاسئلة والامتحان وقد اعادت حلقة الامس الذاكرة في الى حرب الخليج الاخيرة والدور الفانتازي لوزير الاعلام العراقي آنذاك ( الصحاف ) عندما ظل يصر عبر تصريحاته على دحر العلوج وتقدم القوات العراقية واسقاط وصد كل هجمات التحالف حتى تجاوزت احلامنا بالنصر حد الخيال لنفيق ذات صباح على هزيمة قاسية ستظل جروحها نازفة فينا وفي اجيالنا القادمة لعقود واكثر .
السؤال الذي اثارته المبدعة سهى كراجة في نهاية الحلقة ( هل ادار الوزير الامتحان بعقلية وزير الداخلية أم بعقلية وزير التربية ؟؟) يبدو انه لا يحمل سوى اجابة واحده ضمن مسلسل النفي والانكار الذي شهدته تصريحات الوزير ... نعم فقد أدار الوزير الامتحان بعقلية وزير الاعلام فقط . والحديث هنا حرصا على المصداقية عن وزراء الاعلام العرب فقط .