15-02-2014 11:38 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
كم كانت سعادة احرار الأمة العربية عندما تم الإطاحة بأسوأ أنظمة العمالة والديكتاتورية والتسلط في وطننا العربي وهو النظام الفرعوني في مصر العربية ، ولكن أركان وفلول النظام المخلوع لم تستسلم لارادة الشعب المصري واتحدت مع قيادات„ الجيش المصري لاحهاض الثورة المصرية وافشالها ...
حيث كثف هؤلاء جهودهم ورسموا خططهم وحاكوا مؤامراتهم للنيل من ارادة الشعب المصرث عبر شق صفوف الثائرين واضعافهم والانقضاض عليهم في نهاية الأمر ، وقد استحدموا لهذه الغاية المنتفعين والفاسدين والعامة وفلول النظان المخلوع ودفعوهم للخروج والاعتصام والتظاهر في الطرقات والميادين ، وفي نهاية هذه المؤامرة يتدخل الجيش المصري بدعوى الحفاظ على منجزات الثورة من السرقة والضياع !
وتختتم هذه المسرحية الدموية بلعبة„ ديمقراطية„ على الطريقة الباكستانية أو الجزائرية ويحاولون تمريرها على الشعب المصري ؛ ويلعب فيها العسكر جميع الادوار : الاعداد والتمثيل والبطولة والاخراج والتوزيع والتسويق والترويج !
وباستعراض سريع للمشهد المصري عندما كانت الشرعية على رأس الحكم ، نجد التعاون القوي بين فلول النظام السابق وقادة الجيش وبعض القوى الاستعمارية والانظمة العربية والكيان الصهيوني لإفشال هذه التجربة الديمقراطية الجديدة في مصر ووأدها في المهد ؛ وجرى افتعال للأزمات واثارة للمشاكل وبث للفتن واطلاق للاكاذيب والاشاعات للنيل من قوة الشرعية ومن سمعة قادتها : ( أخونة الدولة ، سرقة الثورة ، ... إلخ ) ، ورافق هذه الأفعال والأقوال دفع الناس للتظاهر في الطرقات والميادين العامة لاظهار عجز السلطة المنتخبة عن ادرارة وحكم البلاد ! وفي آخر المطاف ينطلق الجيش المصري ـ البطل ـ لنصرة وانصاف ( المنتفضين والثائرين ) في الشوارع وفي الطرقات ، ويترافق هذا المشهد ( البطولي ) تصفيق حار„ من المحتشدين في ميدان التحرير ابتهاجا” وترحيبا” بهذا الانقلاب التاريخي البطولي والاسطوري !!!
وعلى الجانب الآخر وقفت السلطات المصرية المنتخبة والمستهدفة أمام هذه المؤامرات المكشوفة وهي أمام طريقين وتجربتين وهما : تجربة جبهة الانقاذ الاسلامية الجزائرية في بداية تسعينييات القرن الماضي ، والتي جاءت عقب الفوز الكاسح لمرشحي جبهة الانقاذ الجزائرية في الانتخابات البرلمانية هناك ، ثم أعقبها تصريحات قوية لقادة جبهة الانقاذ تتحدث عن ضرورة تحكيم شرع الله دون أي تلكؤ وتسويف في الجزائر المسلمة ، مما دفع الجيش الجزائري هناك وبايعاز من القوى الاستعمارية والعلمانية للانقضاض على الشرعية المنتخبة ! ثم جرى اعتقال لقادة جبهة الانقاذ وسجن لاعضاءها ومؤيديها ، ودخلت بعدها الجزائر في نفق„ مظلم„ وطويل„ من الصراعات والحروب الأهلية كلفت الجزائريين مئات الآلآف من القتلى والجرحى والمعاقين والمشردين ، وفي النهاية حدث استقرار نسبي للوضع الجزائري على ديمقراطية موجهة من الجيش وممسوكة من العسكر ...
أما التجربة الثانية والتي حاول الاسلاميون المصريون استنساخها وتقليدها في مصر فهي : التجربة التركية والتي نجحت باستمالة الشعب الى جانبها ونجحت بتحييد المجتمع الدولي جانبا” باتباعها سياسة النفس الطويل في تعاملها مع الجميع ، ثم محاولة اسكات الاصوات الحاقدة والمعارضة بالعمل الجاد والمستمر لصناعة دولة حديثة„ وقوية„ ، واحداث نقلة„ وقفزة„ كبيرة„ في حياة الناس الاقتصادية والاجتماعية عن طريق محاربة الفساد والفاسدين ، وعن طريق زيادة وعي المواطنين وغرس الانتماء„ الحقيقي عند افراد الشعب ، وعن طريق استنهاض الهمم وجلب الاستثمارات واقامة المشاريع الناجحة في البلاد ...
ولكن كان يجب أن لا يغيب عن عقولنا وقناعاتنا قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتيع ملتهم ...
لذا فكل مشروع„ عربي واسلامي سينتج دولا” عربية مستقلة„ ومتطورة„ وقوية„ ومتقدمة„ وحديثة„ لن يمرره المستعمرون وأعوانهم وسيحاربه اليهود والمجوس وعبدة الاصنام الى أن يبدل المسلمون دينهم وينسوا تاريخهم ! وكيف سيمرر الطامعون ديمقراطية تنطق بعدها الشعوب العربية لتقول لهم : اخرجوا من ديارنا أيها الطامعون والمحتلون ، كفاكم استهزاء” بديننا وتشويها” لتاريخنا وتحكما” في مصيرنا ونهبا” لثرواتنا ! وكيف سيمرر المستعمرون ديمقراطية حقيقية تنقلنا من الدرك الاسفل ومن الوهن والضعف والتخلف الى القوة والتقدم والنهوض والمواجهة .
وسيبقى هدف هؤلاء المستعمرون في منطقتنا هو : لا قوة توازي قوة اليهود ، ولا ديمقراطية في المنطقة غير ديمقراطية اليهود ، ولا مستقبل لنظام عربي لم ينزل عند املاءآت ورغبات اليهود !!!
لا تستغربوا أيها القراء من ابادة عشرات الآلآف من العرب والمسلمين في القارات السوداء والصفراء والخضراء بأيدي الكفرة والمشركين والحاقدين ، فقد استخف كل هؤلاء بدماء العرب والمسلمين بعد أن استخف بدماءهم قادتهم ، وشردوهم وهجروهم من ديارهم بعد أن شردهم وهجرهم قادتهم ...
وفي النهاية نقول : إذا انتظرت شعوبنا العربية الحلول الاستعمارية والوصفات الغربية لمستقبلها فخياراتها محدودة وهي : ( إما آلقبول بديكتاتوريات بغيضة أو بديمقراطيات واهية ومزيفة ، وإما البقاء في سبات أبدي وسرمدي أو الاستيقاظ الأني لضرب المقاومين ولقتل الشرفاء والثائرين ) .
وسيدفع المستعمرون بكل قواهم لاجهاض المحاولات العربية الجادة للنهوض والتقدم مهما كلمت معتقدات وتوجهات قادتها الشرفاء ؛ وقد شاهدنا ماذا فعل المستعمرون في عراق (صدام ) ، وفي تركيا (اربكان) ، وفي جزائر ( الانقاذ ) ، وفي سودان ( الترابي ) ، وفي كل الدول العربية والاسلامية التي سارت على دروب التقدم والنهوض والقوة والسؤدد ...
أما التجربة الاسلامية التركية فقد مررها الاستعمار لتقف في وجه المد الايراني المتزايد في منطقة الشرق الاوسط ؛ ولكن التجربة التركية هي اليوم مهددة في ظل التقارب القوي الحاصل بين ايران والغرب ...