سرايا - سرايا - تمكن مواطن غزي من استغلال بطاريات تالفة لتوليد تيار كهربائي لعشرات المنازل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بدون مقابل مادي، مكتفيا بدعم بعض الجهات الخيرية.

وكوّن المواطن حسان سعد شبكة كهربائية أسماها "شبكة الوحدة الوطنية للأنوار الخيرية" تمكن من خلالها من إيصال التيار الكهربائي لأكثر من 50 منزلًا إضافة إلى إضاءة شارعين في الحي بطول 500 متر.

وتتربع 10 بطاريات تالفة متعددة الألوان والأحجام على طاولة خشبية أسفل درج بيته، تربطها أسلاك إلى جانبها بعض القطع الإلكترونية لتكوّن الشبكة الجديدة، وعلى الجانب الآخر مئات اللمبات صغير الحجم تسمى "اللدات"، والتي استخدمها في إضاءة منزله والمنازل المجاورة.

ويوضح سعد لوكالة "صفا" أن 10 بطاريات تالفة يستخدمها في المشروع تعطي وقتًا أطول في الإضاءة من خمس بطاريات جديدة بفضل بعض الأمور الفنية والهندسية التي أدخلها على عملها، والتي لم يكشف عنها.

ويشير إلى أن غلاء البطاريات الجديدة المستخدمة لأجهزة UPS، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وغلاء المحروقات دفعه للتفكير في حلول بديلة زهيدة الثمن، سيما وأن الحالة الاقتصادية في القطاع متردية بفعل الحصار.

بديل مناسب

ويوفر سعد لمنتفعي شبكته تيارًا كهربائيًا لإضاءة المنزل وشحن الجوال واللاب توب وسماع المذياع، ويوزع في أنحاء الحي أكثر من ألف "لد" لضمان انتشارٍ جيد للإضاءة.

وبفضل "شبكة الوحدة الوطنية" فإن التيار الكهربائي يصل إلى المنازل من الساعة الخامسة مساءً وحتى العاشرة ليلًا في حال قطعت الكهرباء خلال الفترة المسائية، أما في حال انقطاعها خلال الفترة الليلية فتوفر الشبكة إضاءًة من الساعة العاشرة مساءً وحتى السابعة صباحًا.

وتؤمن الشبكة إضاءة الشارعين بطول 500 متر من الساعة الخامسة مساءً وحتى السادسة صباحًا بشكل يومي، خاصة وأن البلدية لا تضيء لهم شوارع الحي، بحسب المواطن سعد.

ويقول سعد إن تكلفة المشروع بلغت 5 آلاف شيكل (1500 دولار) بدعم واستشارة هندسية من شركة "وسيم الخزندار" (ألفا)، وتبرع بأسلاك ولدّات كهربائية من شركة "خضير".

صعوبات وطموحات

ولا يخلو المشروع من معيقات قد تحول دون استمراريته، حيث يشير إلى أن العمر الافتراضي له ستة أشهر، تُستهلك البطاريات بعدها وتتوقف عن العمل بشكل كامل، ويتم استبدالها ببطاريات توقفت عن العمل سواء في السيارات أو أجهزة UPS.

ويطمح سعد لتطوير مشروعه في حال توفر الدعم المادي اللازم، حيث يخطط لتوفير التيار الكهربائي للحي بأكمله خلال الفترتين الصباحية والمسائية عن طريق استخدام الخلايا الشمسية إلى جانب مشروع البطاريات التالفة.

ويلفت إلى أن مشروعه يوفر تيارًا كهربائيًا آمنًا في ظل أزمة انقطاع الكهرباء في القطاع، ولن تضطر المنازل لإيقاد الشموع التي يمكن أن تتسبب في حرائق ووفيات كما حدث في بعض المناطق، كما أنه اقتصادي لا يكّلف أكثر من 200 شيكل للمنزل خلال ستة أشهر.

مشروع توفيري

من جانبه، يقول أبو يوسف المناصرة أحد المستفيدين من المشروع إنه وفّر عليه الكثير من الأموال، مشيرًا إلى أنه "لم يكن يحلم بذلك".

وأوضح المناصرة لـ"صفا" وهو يشير إلى أحد أبنائه أن المشروع وفّر إضاءًة مناسبة لهم من أجل الدارسة، سيما خلال انقطاع التيار الكهربائي خلال الفترتين المسائية والليلية.

ويعاني قطاع غزة من أزمة انقطاع التيار الكهربائي المستمرة منذ ما يزيد عن سبعة أعوام، وتعمل شركة توزيع الكهرباء ببرنامج وصل ثماني ساعات وفصل ثماني ساعات، في معظم مناطق القطاع.