28-06-2008 04:00 PM
بعد أن شرب قهوته المرّة، تركَ طاولته مهزوماً ثقيلَ الخطوات مبعثرَ الأفكار شاردَ الذهن، وبسرعةٍ لمحتُ ورقةً تسقط من تحت ذراعه، فاشتعل فيَّ الفضولُ وقرأتها فوجدت فيها ما يلي : أنا المواطنُ بن المواطن ، أصالةً عن نفسي ونيابةً عن جميع القواعد الشعبية وجماهير المملكة الأردنية الهاشمية أتقدم بالتهنئة "الحارّة: للسادة أعضاء مجلس النواب الأردني على الزيادة " المحرزة" التي حصلوا عليها والشكر الجزيل لحكومتنا "الرشيدة" لاستجابتها الفورية والكريمة لمطالبِ ممثلينا في المجلس الكريم فهم "يتعبون" من أجلنا ويصِلون الليل بالنهار في السهر على رعاية شؤوننا وتفقد أحوالنا وحل مشاكلنا فلهم عنّا خيرَ الجزاء ولهم منّا كل الثناء مقروناً بالدعاء لهم بأن تزداد رواتبهم "كمان وكمان" حتى يتسنى لهم القيام بكل ما هو ممكنٌ و"غيرُ ممكن" لزيادة رفاهيتنا وتحسين مستوى التشريعات والحياة في بلدنا الطيّب. وأقول للسادة النواب و "النائبات" كلوا.. هنيئاً مرئياً فقد أسلفتم كثيراً وأنفقتم أكثرَ في الأيام الخالية، وها أنتم ُتجزَونَ بالإحسانِ إحساناً ورواتب كبيرة وإعفاءاتٍ ووجاهاتٍ تحبونها وتسعون إليها، أما نحن – جماهيركم- فلا حاجةَ لنا بالزيادة في الرواتب ولا حاجة لنا للإعفاءات والوجاهات، فنحن لا نحبها ولا نسعى إليها ونؤثركم على أنفسنا بها ، بل ونتمنى لكم المزيدَ من الزيادات لما تقدمونه من خدماتٍ جليلةٍ لشعبنا الصابر على وجعه، والناظر لكم نظرةَ العطفِ والإشفاقِ لثقلِ حجمِ مسؤولياتكم وكثافة سفركم وترحالكم في السماوات وعبر البحار لتحققوا لنا المكاسب وتعقدوا الصفقات وتساعدوا في إبراز صورةِ الأردن الجميلة في المحافلِ الدولية. لكنني وفي معرض تهنئتكم أودُّ أن ألفت انتباهكم إلى أن كثيراً من الشعبِ الأردني وحسداً من عند نفسه لا ينظر بارتياح لتحسين أوضاعكم التي " لا تحسدون عليها" لأن الزيادة – وفقَ ما نشرته الصُحف- جاءت مذهلةً وكبيرةً جداً لدرجة أنها تحتاج إلى ملحقٍ جديدٍ للموازنة العامة للدولة ينضاف إلى ملاحق كثيرةٍ سبقته لدعم المشتقات النفطية والأعلاف. ولذلك فإنني أجدُ نفسي ناصحاً لكم بأن تسارعوا –لأن خيرَ البرِّ عاجله- إلى إقرار قانونٍ جديدٍ يُسمى "قانونَ فِلسِ النائب" على غرار "قانون فلس الريف" و"قانون فلس الأعلاف" هدفه جمعُ الأموال اللازمة لزيادتكم من كل صاحب دخلٍ في المملكة الأردنية الهاشمية ، وبذلك يصيرُ لدينا ثلاثة قوانين لثلاث فلساتٍ أولها للريف الأردني المنكوب وثانيها لأعلاف مواشينا العزيزة وثالثها فلسُ نوابنا الرائعين الكرام. وإنني أتطلع إلى رؤية هذا القانون الجديد يخرجُ إلى حيز الوجود سريعاً لتفادي إصدار ملحقٍ جديدٍ للموازنة العامة للدولة لتغطية زيادة رواتبكم فبدون هذا القانون سيزيدُ حسد الحاسدين وتزيد نقمةُ الناقمين وتكثُرُ ثرثرةُ الناس "اللي مش لاقية شغلة" غيرَ نوابنا الكِرام و"نائباتنا" الكريمات وشرُّ البليّةِ ما يُضحك!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |