16-02-2014 10:06 AM
سرايا - سرايا- أفاد استشاري ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي الدكتور أحمد الألمعي، بأن 4000 طفل يراجعون سنوياً عيادات الطب النفسي في المدينة، من بينهم حالات تعرضت لاعتداءات جسدية وجنسية متنوعة، مشيراً إلى أنه بالتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في لجنة حماية الطفل ومركز الدعم الاجتماعي، يتم على الفور التبليغ حال الاشتباه في وقوع جرائم اعتداء على الأطفال للتحقيق فيها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة مرتكبيها.
وقال إن الأطفال الذين يتعرضون لاعتداءات يعانون اضطرابات تتنوع أعراضها بين الخوف الشديد والشعور بالعجز والرعب والانطوائية والتوتر واليقظة المفرطة، مشيراً إلى نسبة 49% من الأطفال الذين ترددوا على عيادات الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية خلال العام الماضي، كانوا يعانون من اضطرابات سلوكية وقصر انتباه وفرط حركة، 9% يعانون من القلق، و8% من طيف التوحد، و7% من تخلف عقلي، و%7 من اضطرابات اللغة والكلام والتعلم، و4% من الاكتئاب، فيما تنوعت النسب المتبقية بين اضطرابات عقلية ومزاجية، وغيرها.
وحذر الألمعي من ارتفاع معدلات سوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال، وتشمل الإهمال والاعتداءات الجسدية والجنسية والعاطفية، مشيراً إلى أن ما يتم التبليغ عنه من اعتداءات هو قليل مقارنة بما يتعرض له الطفل من إساءات، لافتاً إلى أن الإناث يتعرضن أكثر من الذكور للاعتداءات الجنسية، حسب الدراسات العالمية.
ولفت إلى أن إساءة المعاملة تصيب الطفل من جميع الفئات العمرية والجنسيات ومستويات الدخل، وأن الاعتداء يتم عادة في المنزل ومن الأشخاص المعروفين والموثوق بهم لدى الأطفال، كالآباء والأقارب ومربية المنزل وصديق العائلة، وأن المعتدين عادة هم أناس يعيشون حياة مليئة بالضغوط النفسية والاجتماعية، وأن الإساءات المختلفة تحدث عندما يفشل الوالدان في توفير التفاهم والدفء والاهتمام والإشراف على احتياجات الطفل إلى نمو نفسي وصحي مناسب، فضلاً عن الاعتداءات الجسدية التي تتم بتعمد وتترك آثاراً على جسد الطفل من كدمات أو حروق أو كسور.
وأكد أن لهذه الاعتداءات تأثيرات كبيرة في نفسية الطفل، كأن يكون عرضة للاضطرابات في السلوك والانخفاض في مستوى التحصيل العلمي وتعاطي المخدرات وإمكانية الانخراط في السلوك الإجرامي كالبالغين، واحتمالية تدخين السجائر، مشيراً إلى أن ثلث الأطفال المعتدى عليهم يصبحون معتدين عند سن الرشد.
وأشار الألمعي إلى أنه يتم حالياً إعداد دراسة شاملة لرصد حالات الاعتداء على الأطفال، ووضع الحلول العملية للحد من هذه الظاهرة، مؤكداً أهمية التواصل بين الجهات التي تقدم خدمات للأطفال، خصوصاً النفسية والتعليمية في هذا الصدد.
ولفت إلى عدد من الدراسات التي أُعدت حول الإساءة للأطفال والإهمال في معاملتهم في شبه الجزيرة العربية، والتي أكدت أن الأطفال في هذه المنطقة يتعرضون لجميع أشكال الاعتداء والاهمال، وهو ما يتم تجاهله والتسامح معه وقبوله كشكل من أشكال الانضباط، حيث لايزال الأطفال المعتدى عليهم يعانون دون علاج، كما أن معظم المعتدين يتم إخلاء سبيلهم دون عقاب. وأكد أهمية مواجهة هذه الحقائق كخطوة ضرورية في الطريق الطويل والصعب، لكسر حاجز الصمت والرد عليها ومنع إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم في شبه الجزيرة العربية.