17-02-2014 09:44 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
نعيش في زمن تغيرت وتبدلت فيه القيم والمعايير والأعراف ، حتى بتنا نشعر اننا نعيش زمن الأنكفاء ، وزمن الذل ، زمن الهوان ، زمن التخلي عن الرجولة الحقة والشرف والضمير ، بل نعيش في زمن إنطفاء جذوة الإندفاع حبا للوطن والتغني لخدمته ونجدته من المتسلقين المارقين المبتزين ، ولإيقافهم عن هذا السلب والنهب . إن ما نراه ونشاهده من أن السارق، واللص ، والمبتز ، والحرامي ، والمقرب، والمتنفذ ُ، ومن يقاتل بسيف غيرهِ ، صاحب المنصب من لا يراعى إلا ولا ذمةً في منصب ٍ تقلده ، في زمن الرويبضة هذا الذي نعيشه الآن كما يدّعون ويزعمون من أنهم هم الشرفاء، وأنهم رموز الوطن ، وأصحاب المقاعد في الصف الأول ، الذين يجلسون متربعين بزهو وخيلاء من أنهم شرفاء الوطن ورجالاته الأوفياء ''؟؟ لهو العار بعينه من هؤلاء المدعين كذبا وبهتنا بحبهم الوطن ، بل هم من لايخافون الله ، ولا يتورعون عن منكر فعلوه . بل نجد من يطبل لهم ويصفق لهم ويقوم بدعمهم والدفاع عنهم، على أنهم أحرار الوطن والمدافعين والمنافحين عن الأرض والعرض والمال والشرف ، والكرامة ، والحق ، والخير ، والمقدرات والمكتسبات ، في حين هم أبعد من ذلك حتى وأن إستطاع أحدهم أن يلحس كوعه . فلن يتم تصديقهم من ِقبل عامة الشعب ومن المخلصين الشرفاء الذين وهبوا الوطن ُجلّ همهم إبان توليهم مناصبهم ، وكان الوطن نبض حياتهم ، فكان الدم الذي يجري في عروقهم ، والماء الذي بدونه ما استطاعوا العيش والبقاء . وليس هذا الإدعاء من رويبضات هذا الزمن المهزوز ، إلا كذب ونفاق وخداع ، وغش وإبتزاز ، من اصحاب هذه القامات المنكسرة وإن علت ،لأنهم بين أنفسهم يعرفون حقيقة زيفهم وكذبهم وإدعائهم غير الحقيقي هذا ، لإنهم خفافيش الليل ، الذين يرعبهم فجر النهار من الظهور لأنهم يظهرون عكس ما يبطنون ((إنهم الفاسدون)) ، وأن هذا الأمر لن يطول ، وإن كان الوقت يمر بتثاقل للخلاص منكم . أليس كذلك يا من تدعون الوطنية ويا من أشبعتمونا شعارات جوفاء لا فائدة فيها ولا فائدة منها ؟ إنه زمن العار زمن الخذلان زمن اليأس ، زمن أشباه الرجال وكأن الوطن خلا من الرجال الرجال آه ٍ..منكم يا من خذلتم المواطن والوطن يا من سرقتم مال الوطن وبدأتم التباكي على أطلاله الآن . انه زمن ُيصدّق فيه الكاذب وُيكذّب فيه الصادق وُيخوّن فيه الأمين ، حسبي الله فيكم يا لصوص الوطن ، يا سارقي المال العام ،يا من جعلتم من سفوح جبال الوطن مطيّةً لمغامرتكم الفاشلة ، يا يامن بعْتُم تراب الوطن بأبخس الأثمان ، يامن وهَبتم شركاتَ ومصانع الوطن الحبلى بالمال ، بعتوها وكأنها أعْطيت ووهبتموها للغير وكأنها من تركةٍ ورثتموها ، فالأخذ منها استفاد وكسب المال الراحل من خزائن الوطن لجيوبكم وشراذم يتبعونكم ، يا من تقلدتم المناصب ولم تكونوا أهلا لها ، يامن كنتم تعملون وأنتم في مناصبكم على خراب الوطن ، ونهبه والعمل عى خسرانه ، وعدم عمرانه . نقرأ كل يوم وتتكشف حقائق عن مسؤولين مازالوا على رؤوس أعمالهم ، من أن الفساد ينخر عظامهم ، ويعرّي جلودهم السقيمة ، ويوضح ُسخف عقولهم العقيمة ، التي لا تعرف للخير طريقا ، ولا تعرف للمعروف منهجا قويما ، ولا تعرف للأمانة في تفكيرهم وتصرفهم سبيلا . يا من سلكتم سبل الكسب الحرام ، والكسب غير المشروع ، على حساب الوطن ، والمواطن ، رغم أنينه ، ورغم فراغ خزائن الدولة ، فهمّكم أنتم ياسادة هو كأسٌ وقنينة ''؟؟ الوطن باق وأنتم عنه راحلون أو مرتحلون ، وسؤ افعا لكم سيبقى يطاردكم ويكشف سواءتكم ، ويعرّيكم ، وسيذكر التاريخ من كان المخلص ، ومن كان الشريف ، ومن كان يريد المصلحة الوطنية وقت توليه المنصب ، وإن تأخر في عمله ، او أبطأ . يا من خنتم الأمانة ، ونسيتم ، أو تناسيتم ، حمل المسؤولية ، ولم تجعلوا مخافة الله بين عيونكم ، ولم تتصرفوا بمهنية ، ولم تهمكم المسؤولية ، ولا أمر الرعية إلا ما يدخُل جيوبكم ، وما تملؤون به أرصدةً في خزائن خربة ٍ عندكم لاتمتلئ ، لأن نفوسكم جشعة ، فجيوبكم مخزوقة ، وكروشكم جرباء لا تشبع . و سيلعنكم التاريخ ، وسترمى اسماء براقة حملتموها في مكبات النفايات ، وسترجعون أيها الفاسدون أقزاما ، ونكرات ، في زمن قادم فجره ينبئ بخير ، ولا يقبل هذا الزمن ، من كان على الوطن وأهله عارا ، ومن كانوا فيه علينا وعلى الوطن وبالاً وكانو فيها عاهات . وسيرْكلكم التاريخ بأقدامه ، وتدوسكم رجالات الوطن الشرفاء ، وإن تلوثت نعالهم بقبح أجسادكم . وفي مزابل التاريخ ستدفنون ، ولن يذكركم إلا شراذمَ أمثالكم ، ممن كنتم عليهم من مال الوطن تنفقون . يا من لوثتم وشوهتم بهاء الوطن ، وجعلتم هامته ممرغةً بسوء أعمالكم سترحلون، وأن ظهرتم بملابس براقة من ماركات عالمية مشهورة ،ويامن كنتم تضعون أجمل العطور الباريسية ، فروائحكم نتنة عفنة كجيف ملقاة على قارعة الطريق ، تزكم الأنوف ، يا من خدعتم الناس بعض الوقت ، فلن يطول الخداع ستخرجون من ذاكراتنا وسيلفظكم الوطن وستنسون . فالفجر قادم بالخير والفخار والسؤودد، بعون الله من أهل الوطن المخلصين الشرفاء ، الذين وضعوه في أحداق العيون ، وفي نبض القلوب ، وفي جوف الصدور ، فسترتفع الهامات، وتسمو القامات ، وستعلو أصوات وتعلو الصيحاتُ برحيلكم أيها الرويبضات ، لا مأسوفً عليكم ، ولا ُمقدّر ما عملتم فالماضي قد إنتهى وفات .