17-02-2014 10:06 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
من المعلوم ان الانسان كائن اجتماعي اممي يعمل دائما على تطوير حياته واستقرارها وتنظيمها من خلال القوانين والأنظمة التي تحفظ الأمن والامان بكل اشكاله الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ,وهذه الاسس هي نفسها التي بنيت عليها الاقوام منذ القدم تحت مسميات عديدة مثل الشرائع (شريعة حمورابي ) ,العادات والتقاليد والاعراف القبلية ,والدين والذي يعني التشريع الى مسمى دولة القوانين والمؤسسات ,كل هذه المسميات خدمت الانسان في كل مرحلة من مراحل الحياة البشرية وكل هذه المسميات كان الهدف منها الحفاظ على انسانية الانسان من خلال تقديم الخدمات وتنظيم حياة الانسان وحفظ كيانه وهويته واستقلاله التي تعني عزة الانسان وكرامته,التي توصلت اليها كل الامم من خلال فهم مكونات الدولة واهميتها .....
ومن المعلوم ان الدولة هي المرحلة المتقدمة التي سعى الانسان للتوصل اليها كونها تدمج المجتمعات او العشائر مع بعضها البعض تحت مسمى الوطن الذي يحمل اسمه الجميع ,فمفهوم الدولة يعني الشعب والارض واهميتها أي الدولة إن الشعب هو الذي يضع القوانين بنفسه ويحكم ويتقاضى بها وينفذها (مفهوم الديمقراطية) لتخدم المجتمع الذي دمجته الحياة المدنية,فالانسان لا بد له ان يتطور ويتحضر ويقدم خطواته نحو مفهوم الدولة من خلال احترام والالتزام بما تم فرضه من قوانين وانظمة التي اجمع عليها المجتمع والتى من المفروض ان تكون امتداد للعادات والتقاليد والاعراف عند العشائر,والدولة تعني ايضا*الارض التي ينتسب وينتمي اليها الجميع مفهوم العشيرة الكبيرة .....
مما ذكر فان الانسان منا لا بد إن يستنتج اننا بعيدين كل البعد عن مفهوم واهمية الدولة, فالشعب مصدر السلطات لم يمارس هذا الحق على ارض الواقع ليومنا هذا ,ليشعر المواطن باهمية الدولة وذلك نتيجة سياسة هدم وتجزئة اهم مكونات الدولة ,وذلك من خلال اعتماد نظام الكوتات العشائرية سواء في تشكيلات التعيين او في الانتخابات, من خلال شخصيات متكرره محسوبة على العشائر, مع العلم ان غالبية هذه الشخصيات (اصحاب الكوتات ) غير مرغوب فيهم حتى ضمن عشائرهم.ومن خلال الترويج للعشائرية وذلك في ظل دولة القانون والتي تتناقض مع مفهوم الدولة وهي دمج المجتمع وتوحيد الانتماء,واستغلال العشائرفي موضوع الاحزاب ليبعد الجميع عن مفهوم الدولة(حكم الشعب لنفسه) , وهذه من اهم مخرجات السياسة على ارض الواقع التي احييت العشائرية بين العشائرمن خلال التعصب للعشيرة ولاجزائها , التي نتج عنها تنكروتناحر وتفضيل العشائر على بعضها البعض,وواقع الحال خير دليل هلى ذلك ,مع العلم انه ليس لهذه العشائر أي دور حتى في ابسط القرارات وان كثير من القوانين الدخيلة وتحت مسميات عديدة ,حاربت العادات والتقاليد وحاربت الاعراف التي تربط وتضبط العلاقات الاجتماعية للاسرة وللعشيرة .....
هذه السياسة اصبحت معالمها واضحة من خلال مخرجاتها على الواقع وهي تغييب هيبة الدولة المتعلقة باهم مكونات الدولة,وما نتج عن ذلك من فوضى فككت المجتمع وشتت انتمائه, مكنت البعض من اختصارمفهوم الدولة بسلطة تنفيذية(الحكومة) لها الهيبة المطلقة في رفع الاسعار وتحصيل الضرائب والجباية وتكميم الافواه, وبيع وخصخصة ما تريد ,ولها الهيبة في كل ما ترغب.....
الكثير من الامثلة التي تدل على اهمية الدولة في نجاح العديد من الامم عندما تسمى الانسان باسم الأرض رغم تعدد الاعراق فيها , وانتمى اليها بتقديم واجباته,كون الدولة بمفهومها الصحيح حافظت وحترمت حقوق المواطن من خلال اقامة العدل والمساواة ,وخدمت الانسان بدون غش واستخفاف وتضليل ...