18-02-2014 02:24 PM
بقلم : رائد سليمان الخشمان
أجتهد وزير التربية والتعليم ومسؤولي الوزارة في إخراج امتحان الثانوية العامة بإفضل طريقة ممكنة لتحقيق العدالة بين جميع ابناءنا وإفراز المؤهلين للحياة الجامعية من غيرهم. وقد رحّب الجميع بهذه الجهود٬ ما عدا السماسرة ومصاصي الدماء الذين يتحيّنون الفرص لكسب المزيد من المال وتحقيق الربح على حساب كل المبادئ وقيم العدالة والمساواة. لقد أزالت نتائج هذا الفصل اللثام عن الوجوه البشعة والقميئة التي كانت تبتزّ وتمتصّ مقدرات المواطنين بهدف الوصول للنجاح ودخول الجامعة بغض النظر عن سلامة المنهجية ونظافة المسلك٬ مما مكّن للأسف أعداداً كبيرة غير مؤهلة من الدخول للجامعات على حساب من هم أحقّ٬ وها هي جامعاتنا تعاني العنف بسبب هؤلاء.
ويحضرني في هذا الإطار حديث جمعني بإبني منذر احد طلاب التوجيهي لهذا العام٬ ونحن بالسيارة الى قاعة الامتحان. فسألته: هل يستطيع احد الغش في الاختبار هذه السنة. فأجابني: نعم٬ وهذا يعتمد على المراقب ورئيس القاعة٬ ولكن في نطاق ضيق وفقط في بعض المواد٬ وقال لي ضاحكاً بإن مراقباً ملتحياً قد اتاح له الغش في أحد الامتحانات دون أن يطلب إبني منه ذلك٬ وإنه استغرب كون المراقب ملتحياً (شيخ) - طبعاً هو يمثّل نفسه. فسألته: وهل غششت؟ فأجابني: لقد كنت بحاجة بعض المساعدة ولكني لم أغش٬ لإن ما بُني على حرام فهو حرام٬ أتريد مني يا ابي أن أدخل الجامعة حرام؟ وأن اتوظّف حرام؟ وان أطعم أولادي مستقبلاً حرام؟ لقد فاجأني مستوى وعيه وايمانه وثقته بنفسه٬ وانتابتني قشعريرة من السعادة٬ كنت أودّ لو أستطيع خلالها ترك مقود السيارة وضمّه الى صدري. وشعرت براحة الضمير ان تربية الوالدين قد أثمرت شاباً رائعاً واعياً٬ وانا على قناعة بإن هناك الآلاف مثل منذر وأن الأردن سيكون بخير ان شاالله.
وللعودة للدروس المستفادة من اختبارات هذا العام٬ فإنه يجب على الوزارة تقليل اعداد القاعات (قاعات مركزية كبيرة) وتشديد اجراءات الامن. كذلك حُسن اختيار المراقبين والعمل على ضمان عدم استخدام الطلبة للأجهزة الالكترونية. ومن الملاحظات المهمة ايضاً زيادة الوقت خصوصاً في مواد الرياضيات والانجليزي والفيزياء.
وفي النهاية نقول كشفت هذه الدورة من الامتحانات زيف بعض المدارس الخاصة٬ ونؤكد بأنه كانت هناك بعض التجاوزات البسيطة وبعض مواطن الخلل في وضع الأسئلة او الوقت او المراقبة٬ ولكن لنعترف بالفضل لله أولاً ولوزير التربية المجتهد د. محمد الذنيبات. ونقول له بوركت جهودك وكل العاملين في الوزارة والاجهزة الأمنية وديوان المحاسبة٬ فالأردن يستحق منا ومنكم الأفضل.