18-02-2014 02:25 PM
بقلم : سالم فلاح المحادين
رُزِقتُ من هذهِ الحياة بتوأمٍ من البنات , جميلتان وأكثر , كوردٍ من النقاءِ بل أطهَر , لهنَ منَ العُمر عشرونَ عاماً , تملآن الدنيا أمامي بِالفَرَح والسرور , أرى فيهنَ الكون بِطَعم اليَاسمين , أمضَيتُ في حُبِهن وَرِعايَتَهِنَ زَهرَةَ شَبابي وبِدايَةَ هَرَمي , الأولى إسمها _ كتابة الحروف _ وشقيقتها إسمها _ مُتَابعة الرياضة _ ......
الحروف كانَت وما زالَت تَتَمَيز عن شَقيقتها بإحساسها المُفرِط وتأثرها الشديد بالمُحيط الخارجي وما أنفكت على الدوام تشكو لي الناس وأحاديثهم وإساءاتهم المُبَرَرَة والمنطقية وما هي أيضاً بعيدةً كل البعد عن المَنطِق , عَفَوِية بَسيطة هادِئة حنونة , أقصى أحلامَها تَتَمَثَل بالتَعبير عَن نَفسها وإثبات كيانها الذي لم تُتِح لَهُ الظروف أن يبدو بِحُلَةٍ أجمل , إنطوائية بَعضَ الشَيء لكِنها تَحمِل من الصِدق والطيبة ما يكفي مُجتَمَعَاً بِأكمَله .
الرِياضة طَبعاً كانَت وما زالت تحظى بِجُل إهتمامي ولطالما قَضَيتُ بِمَعِيتِها أهدأ وأطيب اللَحظات والثواني الجَميلة على الرُغم من كونها الأكثر قدرةً من شقيقتها الحروف على جعلي مُرتَبِكاً ولكنها في الوقت نفسه _ الرياضة _ قادرة على منحي السعادة الغامرة والفرح في أوقاتٍ معينة , تجذبني الرياضة بكفاءتها العالية في قلب التوتر إلى هدوء من خلال توترها اللطيف المعتاد , واثِقَةٌ من نفسها أكثر من الحروف , فوضوية أكثر ولا تعنى كثيراً بأناقتها على عكس الحروف التي تراقب نفسها كثيراً قبل الخروج أمام الآخرين .
الحروف كثيرة المرض ولا تعبر عن ألمها إلا بالصمت وهذا عائد إلى الكتمان الذي لطالما غلف شخصيتها , لم أكن يوماً متفائِلاً بأنها ستعمر طويلاً وهذا ما كان إذ حدثَ ما كُنتُ أخشاهُ عِندَما أصابت الحروف سكتة قلَمية مفاجئة أدَت إلى إنفجار شَرَيان الكلمات المؤدي مِنَ القَلبِ إلى الوَرَقة , هي الآن على سرير الشِفاء , الشفاء الذي يبدو غير مأمولٍ بِهِ , تَلفِظُ أنفاسَها الأخيرة تارِكَةً شقيقتها الرياضة تَبكي حُزناً على قُرب الفِراق !!!!!!!!!!