بقلم : محمد اكرم خصاونه
حين يكون إهتمام المسؤول منصبا على توفير أفضل سبل الحياة الكريمة لشعبه فإنه لا يتوانى ، عن بث الأمل فيهم ويحفزهم ويحثهم ويدفعهم للعمل بجد وإخلاص وتفان ، عاملا على إيجاد أفضل الطرق للوصول لمستوى عال من المصداقية والدافعية لبني وطنه بالقول والفعل والعمل حاثا متقدما صفوف العاملين ليشعرهم بأنه منهم وفيهم كما يقال ، باذلا اقصى ما يقدر من توفير سبل العيش الكريم ، والعمل على توفير ما يحقق للوطن من سبل الرخاء والرغد والرفاهية .
لكن عندنا في هذا الوطن المسؤول يعيش في برج عاجي بتعال وكبرياء وأنفة، لا يفكر بغيره بمقدار ما يأخذ منهم ، أو يكون مذلا لهم بقوانينه وتشريعاته ، وتهديده ووعيده ، ومن أنه السيد المطاع ، ومن أنه الفارس الهمام ، وأنه الملهم في زمن الجهل والظلام.
إن الحكومة في الدول المتقدمة أو الدول التي تحب الخير لشعبها تعمل وتهب جاهدة لتشعرهم بكينونتهم وإنسانيتهم ، وقيمتهم في وطنهم ، بل تعمل جاهدة على إحترام شعبها في المحافل الدولية ولا تترك فردا من أبنائها في ضيم وضيق وتحاول جاهدة الوصول إليه لتخرجه مما هو فيه .
أحس إنني في وطني كما غيري إنسان مهمش يعيش على رصيف الكون ، لا قيمة له كما غيري من بني البشر الذين يعيشون في اوطان أخرى !!،، فدولتنا كا أعتقد همها أن تجعلنا نركض خلف رغيف الخبز ، نبحث عن وسيلة وطريقة لدفع فواتير سرقات الماء والكهرباءالعبثية، وأما التعليم الذي تتكفل به معظم دول العالم حتى الدول الفقيرة منها فالتعليم فيها مجاني ((اقصد التعليم الجامعي)). أما هنا في هذا الوطن المنكوب ، والمسروق خيره ، فلا يجد الكثير من فرصة لتعليم أبنائه إلا بشق الأنفس إذا ما تم قبوله ، فقد يصطدم بعقبات الأقساط والرسوم والمواصلات والسكن ، فاين نحن من دول عربية شقيقة التعليم الجامعي فيها مجاني أوشبه مجاني ، جامعتنا تشكو العجز والفقر والطفر ، برغم الرسوم العالية الباهظة ، دولتنا تشكو المديونية والعجز المتنامي والمتراكم المركب برغم الجبايات والرسوم والضرائب!!؟؟
ويطل علينا دولته كل يوم بخبر يسم الأبدان ، وتشيب من تصريحاته الولدان ، هل نحن الشعب من سرق ونهب؟؟ أين المصداقية في محاربة الفساد؟ أين ما وعدتم به من إسترداد المال العام المنهوب ؟ اين ما وعدتم به من جلب ومحاكمة الفاسدين وسجنهم؟ إن الفاسد يعيش فرحا مسرورا مبرطعا في وطن مستباح !!وابناء الشعب المغلوب على أمرهم لا يجدون من يأخذ لهم الحق من هؤلاء اللصوص السارقين الفاسدين؟
ولقد أطل علينا دولة الرئيس مبشرا شعبه الكريم من أن الدعم الحكومي سيتم إيقافه وبجميع أشكاله في عام 2017 !!
وقبل ذلك هل ضمنت لنفسك العيش لتلك الأيام؟. كنا نأمل أن تتبشرنا بطلتك البهية من أن عامك الذي ذكرت سيكون عام الخلاص من الفساد وسداد الديون ؟ وهلأ بعثت فينا الأمل بعام فيه الخير والنماء والعطاء، ؟ فكفاكم ظلما وتجبرا وعلوا في الأرض وليتذكر كل ذي شأن قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83) .